افتتح الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (JPAL) في جاكرتا، لتغطي خدماته الهادفة لمكافحة الفقر منطقة جنوب شرق آسيا من خلال تحويل الأبحاث العلمية والدراسات الدقيقة إلى تطبيقات وإجراءات عملية مفيدة، تسهم في مكافحة الفقر وتحسين معيشة الفقراء. وألقى الرئيس الإندونيسي سوسيلو كلمة في هذه المناسبة بحضور أكثر من 300 عالم محلي ودولي من منظمات وجهات علمية عدة. كما تحدث في حفلة الافتتاح رئيس جامعة إندونيسيا البرفيسور محمد أنيس، ومدير معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر الذي يعمل كذلك مع الرئيس الإندونيسي، وأمين عام الأممالمتحدة لإعداد خطة جدول أعمال التنمية لما بعد 2015 الدكتور أبيجيت بانيرجي. ويعتبرمعمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر من المنظمات العالمية الرائدة التي تضم باحثين متخصصين في تحديد برامج التنمية الفاعلة وغير الفاعلة. تأسس المعمل في 2003 ويقع مقره الرئيس في MIT، وفي 2006 تم توقيع اتفاق تطوير أنشطة المعمل بدعم من رئيس مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية المهندس محمد عبداللطيف جميل. ويعد المعمل رائداً في تطبيق التجارب العشوائية الرامية إلى اختبار فاعلية برامج مكافحة الفقر، وتضم شبكة الباحثين في المعمل أكثر من 80 بروفيسوراً تمكنوا من تقديم 350 تقويماً في 52 دولة. واستفاد منه أكثر من 63 مليون إنسان من خلال التطبيقات التي أثبتت دراسات المعمل فاعليتها. ولمناسبة افتتاح المعمل في جاكرتا أعرب رئيس مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية المهندس محمد عبداللطيف جميل عن شكره وتقديره للرئيس الإندونيسي على تشريفه حفلة الافتتاح لJPAL في جاكرتا، مشيراً إلى أن رسالة المعمل عالمية وتهدف إلى تحسين أحوال الفقراء في أنحاء العالم كافة. ويتعاون معمل عبداللطيف جميل للتطبيقات العملية لمكافحة الفقر مع الحكومة الإندونيسية والباحثين المحليين منذ 2007 لأجل اختبار وتقويم فاعلية البرامج الجديدة الهادفة لتخفيف حدة الفقر في إندونيسيا، وأسهمت عمليات التقويم التي جرت منذ ذلك الوقت في مساعدة الحكومة الإندونيسية في تقديم برامج تعليمية وصحية واجتماعية استفاد منها نسبة من شعبها، خصوصاً الذين يعيشون في أكثر المناطق حاجة. من جانبه، قال مدير المعمل الدكتور أبهيجيت: «سعدنا كثيراً بتوسيع شراكتنا مع جهات فاعلة في منطقة جنوب شرق آسيا، حتى نتمكن من تحديد برامج التنمية التي تتميز بفاعلية حقيقية واستخدام تلك النتائج في تطوير برامج وأنشطة مكافحة الفقر في المنطقة». مشيراً إلى أن هذا الفرع يعد الفرع الخامس للمعمل بعد افتتاح فروع في كل من شيلي وفرنسا والهند وجنوب أفريقيا. كما قال رئيس جامعة إندونيسيا البروفيسور محمد أنيس: «لقد تشرفنا بافتتاح معمل عبداللطيف جميل للتطبيقات العملية لمكافحة الفقر بمنطقة جنوب شرق آسيا في معهد الأبحاث الاقتصادية والاجتماعية بكلية الاقتصاد في جامعة إندونيسيا، خصوصاً أن هذه الجامعة تسعى لأن تصبح إحدى الجامعات الرائدة في مجال الأبحاث وإحدى المؤسسات التعليمية المرموقة في العالم. ومن المؤكد أن شراكتنا مع المعمل تأتي متناسقة مع رؤيتنا بتحقيق هذا الهدف». وكانت أستراليا موّلت المعمل بمبلغ 5.6 مليون دولار على مدى أربعة أعوام من خلال مؤسسة AusAID لأجل تأسيس فرع جنوب شرق آسيا، الذي سيوفر الدعم للباحثين ليتمكنوا من إنتاج أدلة أكثر، وعلى نطاق واسع بشأن برامج مكافحة الفقر. وسيسهم معمل عبداللطيف جميل للتطبيقات العملية لمكافحة الفقر JPAL في جنوب شرق آسيا في تعزيز قدرات الباحثين المحليين وواضعي السياسات ليتمكنوا من تقويم فاعلية مساعيهم لمكافحة الفقر. ويستضيف معمل عبداللطيف جميل للتطبيقات العملية لمكافحة الفقر مؤتمراً للباحثين بجامعة إندونيسيا في المستقبل، إذ سيقوم الأكاديميون والمانحون والباحثون بتحديد أوليات الأبحاث والسياسات التي سيطبقها المكتب الجديد. يذكر أن معمل عبداللطيف جميل للتطبيقات العملية لمكافحة الفقر سبق له في 2009 أن اعتمد خطة تمتد لخمسة أعوام ويستفيد منها 100 مليون شخص حول العالم، بمتوسط 20 مليون شخصاً سنوياً من خلال تبني المنظمات الحكومية وغير الحكومية لتلك التطبيقات التي يقدمها المعمل، والذي أعادت الجامعة تسميته ليحمل اسم الشيخ عبداللطيف جميل -رحمه الله- ويصبح اسمه معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (JPAL). كما قام المعمل أخيراً بتقديم دورة تدريبية لمنسوبي البنك الإسلامي للتنمية خلال الفترة من 8 إلى 12 من الشهر الحالي في جدة، شارك فيها أستاذ علم الاقتصاد في جامعة يال الدكتور دين كارلان، والأستاذ المشارك بكلية إنساي التقنية الدكتور برونو كريبون، وأستاذة الاقتصاد بكلية بي إس إي للاقتصاد في باريس الدكتورة كارين ماكورس. وكانت الدورة التدريبية المتخصصة تهدف إلى تقويم التأثير في الاستجابة للطلب المتنامي من المانحين والمستفيدين للحصول على نتائج يمكن قياسها لتدخلات التنمية التي تقوم بها المؤسسات المصرفية التنموية في مختلف أنحاء العالم. وجاءت تلك الدورة التدريبية في سياق مساعي البنك الإسلامي للتنمية لتطوير جودة التدخلات وعرض النتائج ميدانياً. كما قام الوفد بعد نهاية الدورة بزيارة المقر الرئيس لباب رزق جميل التابع لمبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية، وتم بحث أوجه التعاون الممكنة في مجال خلق فرص العمل.