في إطار مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية لخلق فرص العمل ومكافحة الفقر وتوفير حياة أفضل للبشرية، ومن خلال وجود المهندس محمد عبداللطيف جميل أحد خريجي جامعة MIT وعضو مجلس أمناء الجامعة، ومن خلال العمل مع البروفيسورة إستير دفلو الفائزة بجائزة أفضل اقتصادي فرنسي شاب لعام 2005 ومؤسسة مركز الأبحاث بقسم الاقتصاد في جامعة MIT، تم تأسيس معمل للتطبيقات العملية لمكافحة الفقر من خلال التحليلات الدقيقة القائمة على التجارب العشوائية من خلال وضع هذه التطبيقات على نموذجين أحدهما يستخدم هذه التجارب، والآخر يعزل عن الاستخدام لمعرفة الفرق، مع مراعاة أن تكون هذه التجارب أكثر فاعلية وأقل كلفة، وتساهم في إحداث أثر حقيقي في حياة ملايين الفقراء حول العالم. وتم توقيع اتفاق تفعيل أنشطة المعمل الناشئ عام 2006 بتمويل من المهندس محمد عبداللطيف جميل لدعم برامج قسم الاقتصاد بالجامعة، كما تم تطوير هذا الدعم في عام 2009 ليواصل المعهد تطوير أنشطته من خلال خطة تمتد خمسة أعوام، ويستفيد منها 20 مليون شخص سنوياً في جميع أنحاء العالم، من خلال تبني المنظمات الحكومية وغير الحكومية لتلك التطبيقات التي يقدمها المعمل، والذي أعادت الجامعة تسميته ليحمل اسم الشيخ عبداللطيف جميل، ويصبح اسمه معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر JPAL. وأوضح رئيس مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية الدولية فادي محمد عبداللطيف جميل أن معمل مكافحة الفقر حقق نتائج مميزة بقيادة البروفيسورة دفلو وفريق العمل معها، والتي تم اعتبارها من ال100 شخصية التي يمكنهم تغيير العالم، وهي من الشخصيات المهمة في الجامعة، وقدمت الكثير من التجارب والأبحاث الرائدة في مجال الفقر على مستوى العالم والتي أسهمت في حل الكثير من المعضلات المتعلقة بوضع السياسات التي تسهم في مكافحة الفقر، ما ساهم في تحقيق نتائج فعالة وإيجابية على أرض الواقع، رسمت الابتسامة على وجوه الملايين من الفقراء. ويدير المعمل ثلاث مبادرات هي مبادرة تبني التقنية الزراعية (ATAI)، ومبادرة الحوكمة (GI)، ومبادرة الشباب الناشئ، وتقوم مبادرة تبني التقنية الزراعية بتمويل 23 مشروعاً، وتمول مبادرة الحوكمة 11 مشروعاً، بحجم إنفاق يصل إلى 1.5 مليون دولار، وتسلمت المبادرة طلبات من 12 من المنظمات التابعة للمعمل، بحجم طلبات بلغ 1.2 مليون دولار. وتسعى المبادرة في الوقت الحالي لاستقطاب شركاء تمويل جدد، وخصوصاً في المناطق التي يزداد فيها اهتمام واضعي السياسات بهذه المنطقة، مثل أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتشمل برامج المعمل برامج تطبق في المدارس، ومهارات التدريب على السياسات وأجهزة توزيع الكلور لتطهير المياه. وقام المعمل منذ تأسيسه بتدريب 1014 متدرباً، وعمل في 51 بلداً لتنفيذ 345 عملية تقويم، كما انضم 70 باحثاً إلى شبكة الباحثين التابعة له، إذ ازداد عدد الباحثين فيه من 6 في عام 2006 ليصل إلى 100 باحث في الوقت الحالي، منتشرين في المكاتب العالمية والإقليمية، ويتم تنفيذ أكثر من ثمانية برامج في مجال محاربة الفقر حول العالم من أجل تحسين حياة ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء العالم. ويؤكد فادي جميل أن الهدف من برامج المعمل هو تحسين جودة الحياة لأكثر من 100 مليون شخص في العالم على مدى خمسة أعوام. وخلال ثلاثة أعوام، تمكن المعمل من إحداث تحول في حياة 63 مليون شخص. وفي حقيقة الأمر تمكن المعمل من تجاوز الجدول الزمني الموضوع لتحقيق أهدافه، متطلعين إلى خدمة 100 مليون شخص حول العالم في الأعوام القادمة. وحقق المعمل تقدماً من ناحية تأسيس مكتب إقليمي جديد، وهو مكتب معمل عبداللطيف جميل للتطبيقات العملية لمحاربة الفقر بمنطقة جنوب شرق آسيا (والذي سيكون مقره بجامعة إندونيسيا في جاكرتا). ويسعى المعمل إلى أن يصبح مستودعاً لأفضل التطبيقات العملية لمكافحة الفقر التي تنفذ في العالم، واستخدام عمليات التقويم العشوائية لبدء تدريب أفراد آخرين على طرق تقويم علمية دقيقة في شكل أكبر، وبناء الجهود من أجل تشجيع تطبيق تغييرات حقيقية في السياسات بناءً على النتائج، وتبدأ برامج التدريب بالمعمل بدورات التدريب التنفيذي في كامبريدج (الولاياتالمتحدة الأميركية) وشيناي (الهند). وينظم المعمل منذ عام 2005 دورات تدريبية في هذين الموقعين كل عام تقريباً، وتم أخيراً تدريب 61 عاملاً فيه. ويتم تعزيز نجاحات المعمل من خلال تأسيس المزيد من المواقع التي تقوم على الفكرة الرئيسة القائمة على وضع أفكار تطبيقية لاستئصال الفقر باستخدام أحدث التقنيات وأبسط الأدوات وأقلها كلفة. وتستمر عملية التطور عند إحراز نجاح معين بحيث تتبعه عملية تدخل، وتشمل قائمة شركاء هذه البرامج عدداً من المنظمات الدولية مثل منظمة ابتكارات من أجل مكافحة الفقر (IPA)، ومركز التمويل الأصغر، ومركز مبادرة التنمية الدولي، ومركز تقويم التطبيقات العالمية، وأفكار 42، ومركز تمويل المشاريع الصغيرة. وتوفر برامج المعمل أيضاً الأدوات الأساسية التي تمكن مجموعات العمل التابعة للمعمل من تحويل نتائج الأبحاث العلمية إلى مواد عملية تمكن واضعي السياسات من الوصول إليها بسهولة، ويشمل ذلك تحليلات ونشرات منخفضة الكلفة عن آليات التطبيق، كما تعمل مجموعة السياسات على نشر نتائج أبحاث المعمل بين واضعي السياسات، ويشمل ذلك الحكومات والمنظمات غير الحكومية ومنظمات التنمية الدولية والمؤسسات والمانحين، من خلال العروض والمؤتمرات والندوات والمطبوعات. وتتعاون مجموعة السياسات كذلك مع هذه المنظمات للمساعدة على توسيع التدخلات التي يتم وضعها لتكون فعالة.