أعلنت الحكومة الليبية أمس إقالة وزير الدفاع وقررت إخلاء مدينة طرابلس الكبرى من «المظاهر المسلحة وغير الشرعية» في أعقاب يومين من القتال الدامي بين مجموعات مسلحة متنافسة تتبع كلها إسمياً إلى المؤسسات الأمنية الحكومية. وسلّطت «حرب الميليشيات» المتنافسة الضوء مجدداً على الصعوبات التي تواجهها الحكومة في ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد في ظل انتشار السلاح بين المواطنين وضعف بنية القوات الحكومية الوطنية. وقال رئيس الحكومة علي زيدان في مؤتمر صحافي أمس إقالة وزير الدفاع محمد البرغثي، مشيراً إلى أن الأخير كان قد قدّم استقالته الشهر الماضي لكنه طلب منه البقاء في منصبه، ولكن بعد مواجهات طرابلس خلال اليومين الماضيين تقرر تنحيته عن منصبه. وقال إن وزيراً جديداً للدفاع سيتم تعيينه في أقرب فرصة. وجاء موقف رئيس الحكومة بعد ساعات فقط من إعلان وزارة الدفاع قراراً أوردته وكالة الأنباء الليبية ونص على إخلاء مدينة طرابلس وضواحيها من كل التشكيلات المسلحة «غير الشرعية»، وإعادة تمركز كل القوات التابعة لوزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة «خارج حدود مدينة طرابلس الكبرى»، باستثناء القواعد الجوية والبحرية والدفاع الجوي ومراكز التدريب. وصدر القرار بعد مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص في اشتباكات وقعت الثلثاء والأربعاء في منطقتي أبوسليم بطرابلس وصلاح الدين (معسكر اليرموك) في ضواحي العاصمة وتورط فيها مسلحون ينتمون إلى منطقة الزنتان (لواء الشهيد محمد المدني وكتيبة القعقاع) وآخرون من سوق الجمعة. وأوضح بيان أصدره أعضاء المؤتمر الوطني العام عن سوق الجمعة بطرابلس أن الأحداث بدأت بهجوم شنه مسلحون من الزنتان على مقر حرس المنشآت النفطية في منطقة خلة الفرجان، ما استدعى صدور قرار من وزارة الداخلية بتكليف «القوة الأمنية المشتركة وفرق الإسناد التابعة لها» بحماية هذا المقر. وذكر «أنه عند مطاردة هذه المجموعة المسلحة لجأت إلى معسكر اليرموك (سابقاً) - منطقة صلاح الدين - وحاولت القوة الأمنية المشتركة التفاوض لتسليم هذه المجموعة المسلحة فحصل عليها إطلاق نار كثيف أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من عشرين شخصاً». وقدم أعضاء المؤتمر عن سوق الجمعة تعازيهم لذوي القتلى ومنهم «آمر سرية الدعم والإسناد» الشيخ سالم الوارد (أحد قادة الثوار ضد حكم معمر القذافي). وسرية الوارد تتبع رئاسة أركان الجيش. وفي الإطار نفسه، كشف هاشم بشر، رئيس اللجنة الأمنية بطرابلس، لوكالة الأنباء الليبية أن اشتباكات منطقة صلاح الدين نتج عنها وفاة أربعة من أفراد اللواء الثالث مشاة التابع لرئاسة أركان الجيش. وفي رد على ما حصل في منطقة صلاح الدين، شنت مجموعة تتبع لواء محمد المدني (التابع أيضاً لجهاز حرس المنشآت النفطية) وكتيبة القعقاع التابعة لرئاسة الأركان العامة للجيش مساء الأربعاء هجوماً على منطقة أبوسليم وأحرقت مقر اللجنة الأمنية العليا. وأوضح أحد سكان ابوسليم لوكالة أنباء التضامن الليبية أن سبب الهجوم على المنطقة وحرق مقر اللجنة الأمنية العليا فيها مرده إلى أن رئيس مجلس أبوسليم العسكري عبدالغني الككلي كان قد شارك بعناصر أمنية في الهجوم على معسكر اليرموك (مقر لواء محمد المدني) ليلة الثلثاء. على صعيد آخر، انفجرت ثلاث سيارات مفخخة مساء الأربعاء في مدينة سبها، كبرى حواضر الجنوب الليبي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص (أحدهم نيجري) وجرح 17 آخرين. وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن أحد الإنفجارات وقع في شارع تجاري بمنطقة القرضة وسط المدينة، وآخر قرب مديرية الأمن بمنطقة «اقعيد»، والثالث أمام فندق فزان بوسط المدينة.