يعطي رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال من وراء نشاطه الحكومي المكثّف وتركيزه على الجبهة الاجتماعية، انطباعاً بأنه قد يكون مرشحاً قوياً لخلافة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. لكن ليس واضحاً حتى الآن ما إذا سلال يحمل بالفعل مشروع خليفة لرئيس الجمهورية أم أن الدائرة النافذة في السلطة تعتبر أن هناك من هو أولى منه بالدعم في انتخابات الرئاسة المقبلة. وأنهى الوزير الأول سلال هذا الأسبوع زيارة لولاية سوق أهراس في أقصى الشرق الجزائري، ليكون بذلك قد زار 12 ولاية منذ توليه رئاسة الوزراء في خريف السنة الماضية. ويقوم سلال عادة في زياراته بتفقد البرامج الحكومية والمشاريع ويمنح موازنات إضافية، ثم يلاقي السكان المحليين في جلسات حوار مفتوحة. وفي العادة كان الرئيس بوتفليقة هو من يؤدي هذا النوع من الزيارات لكنه انقطع عنها منذ سنوات بسبب وضعه الصحي. وقال سلال خلال زيارته لسوق أهراس إن الجزائر تسير في «الطريق الصحيح» على رغم «مما يُقال من حين لآخر»، داعياً الجزائريين إلى «الابتعاد عن النظرة التشاؤمية وتجديد عقد الثقة بينهم». وتعهد أن الحكومة تعمل على محاربة «آفات الرشوة بصفة تدريجية». وتحدث أيضاً عن الحالة الصحية لبوتفليقة، فجدد القول إن «الرئيس تنقل إلى باريس للعلاج وعلى الرغم من ذلك، فإن الدولة تسير كما ينبغي باعتراف كل دول العالم». وقالت مصادر رسمية إن لقاءات سلال ستتوج باجتماع موسع في العاصمة مع جميع الولاة لبحث التحضيرات لشهر رمضان وتوزيع السكنات والقضاء على الأسواق الفوضوية وتعويضها ب «أسواق جوارية». ويسعى سلال إلى أداء دور للتهدئة الاجتماعية قبل موعد الدخول الاجتماعي الذي عادة ما يشهد احتجاجات تتعلق بالسكن والشغل، ولذلك فإن هناك من يصف الدور الذي يحاول أن يلعبه منذ توليه مسؤولية الوزارة الأولى في خريف السنة الماضية بأنه دور «رجل الإطفاء». ويعاني الشباب الجزائري بصفة خاصة من البطالة التي تبلغ نسبتها 21.5 في المئة بين من هم دون 35 عاماً، بحسب السلطات وصندوق النقد الدولي، في مقابل أقل من 10 في المئة كمعدل إجمالي. وعادة ما تبدي الحكومة مرونة أكثر في التعاطي مع الجبهة الاجتماعية تزامناً وحلول ما يعرف ب «الدخول الاجتماعي». وبات اسم سلال يتردد كثيراً في أحاديث الساسة حول ما يعرف ب «مرشح النظام» للانتخابات المقبلة. كما أن سلال يحظى بدعم ما يُعرف ب «دائرة بوتفليقة» ليكون البديل الجاهز في حال انسحب الرئيس بسبب مرضه أو قرر عدم طلب ولاية رئاسية رابعة.