قالت قيادة الجيش اللبناني إنها لن تسكت عمّا تعرّضت إليه سياسياً أو عسكرياً، وشدّدت على مواصلة مهمتها لقمع الفتنة في صيدا، داعية قيادات المدينة السياسية والروحية إلى التعبير عن موقفهم مما يحدث فيها علناً وبصراحة تامة. وقال بيان صادر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه، إن "قيادة الجيش لن تسكت عمّا تعرّضت إليه سياسياً أو عسكرياً، وهي ستواصل مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق، والضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه سفك دماء الجيش، وسترد على كل من يغطي هؤلاء سياسياً وإعلامياً". وأعلنت رفض "اللغة المزدوجة"، ولفتت إلى أن "قيادات صيدا السياسية والروحية ومرجعياتها ونوابها مدعوون اليوم إلى التعبير عن موقفهم علناً وبصراحة تامة، فإما أن يكونوا إلى جانب الجيش اللبناني لحماية المدينة وأهلها وسحب فتيل التفجير، وإما أن يكونوا إلى جانب مروجي الفتنة وقاتلي العسكريين". وقالت "لقد سقط للجيش اللبناني اليوم غدراً عدد من الشهداء والجرحى، والمؤسف أنهم لم يسقطوا برصاص العدو بل برصاص مجموعة لبنانية من قلب مدينة صيدا العزيزة على الجيش وأبنائه". واعتبرت أن "ما حصل في صيدا اليوم فاق كل التوقعات. لقد استهدف الجيش بدم بارد وبنية مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا كما جرى في العام 1975، بغية إدخال لبنان مجدداً في دوامة العنف". وكانت مجموعة تابعة للشيخ الأصولي أحمد الأسير اشتبكت مع عناصر من الجيش قي صيدا، ما أدّى الى مقتل ضابطين وجندي من الجيش. من جهة ثانية، قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان، إن الدعوات الى العسكريين للانشقاق عن وحداتهم والجهاد ضد الجيش "تصب في خانة مصلحة أعداء لبنان ولن تجد آذاناً صاغية لدى المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين، ولدى أفراد الجيش". وكان الأسير دعا في شريط مصوّر عرض على الانترنت، الجنود السُنّة في الجيش اللبناني الى الانشقاق عن الجيش. وقال سليمان "الجيش اللبناني يحوز على ثقة الشعب وتأييده والتفافه حوله كما يحظى بالغطاء السياسي الكامل والشامل كي يقمع المعتدين على أمن المواطنين والعسكريين والمحرّضين على النيل من وحدته وتوقيف الفاعلين وإحالتهم الى القضاء المختص". بدوره، أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ما يتعرّض له الجيش في صيدا، وقال في تصريح "يشكل الجيش اللبناني صمّام الأمان للبنان وجميع اللبنانيين، لاسيّما في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا، وأي اعتداء عليه هو أمر مدان". ودعا "الجميع الى الالتفاف حول الجيش اللبناني ودعم مهمته في حفظ الأمن والاستقرار وعدم الانجرار وراء محاولات تفجير الأوضاع في لبنان". كما ناشد الجميع "الحكمة والتروي وعدم إطلاق المواقف الانفعالية التي لا تخدم المعالجات المطلوبة في هذا الظرف الدقيق". وكان الجيش اللبناني أعلن في بيان في وقت سابق اليوم، قامت "مجموعة مسلّحة تابعة للشيخ أحمد الأسير، ومن دون أي سبب، بمهاجمة حاجز تابع للجيش اللبناني في بلدة عبرا – صيدا، ما أدّى إلى استشهاد ضابطين وأحد العسكريين، وإصابة عدد آخر بجروح، بالإضافة إلى تضرر عدد من الآليات العسكرية". وأضاف البيان أن قوى الجيش "اتخذت التدابير اللازمة لضبط الوضع وتوقيف المسلّحين". وشُلّت الحياة في المدينة، بينما قال شهود عيان إن سكان منطقة قريبة من الاشتباكات نزلوا الى الطوابق السفلى من الأبنية التي يقطنون فيها هرباً من رصاص القتص.