دعا قيادي إسلامي معارض في الجزائر أنصار التيار الإسلامي إلى مواجهة «الأرنبة»، أي رفض استخدامهم في سباق محسوم سلفاً لمصلحة مرشح السلطة في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، ما يدفع نحو مرحلة استقطاب جديدة قد يكون الهدف منها الضغط على النخب الحاكمة للتخلي عن فكرة الإجماع على مرشح محتمل وجعل الرئاسيات مفتوحة. وقال الأمين العام ل «حركة النهضة» الإسلامية فاتح ربيعي إن حركته «معنية» بالاستحقاق الرئاسي المقبل. و «النهضة» جزء من «تكتل الجزائر الخضراء» الذي يضم أيضاً «حركة مجتمع السلم» و «حركة الإصلاح الوطني». ويجوب قادة الحزبين الأخيرين في الأيام الماضية ولايات في سياق الترويج لرئاسيات مفتوحة. وشدد ربيعي خلال اجتماع مجلس شورى حركته أمس على أن حزبه «بصدد دراسة مجمل الأفكار التي تم تداولها سواء في إطار تكتل الجزائر الخضراء أو مجموعة أحزاب الدفاع عن الذاكرة والسيادة أو في سياق فضاء آخر». للانتخابات الرئاسية. واعتبر أن هذه الانتخابات «يمكن أن تكون نقطة تحول نحو تعددية حقيقية في الجزائر إذا توافرت لها ضمانات النزاهة والصدقية وأبعدت من هيمنة الإدارة». وعبر عن رفض حركته «الاستهانة بالإرادة الشعبية»، داعياً الطبقة السياسية إلى مواجهة «الأرنبة والثعلبة والذئبنة»، وهو تقسيم اعتادت الصحافة الجزائرية إطلاقه على المرشحين وفق حظوظهم في الانتخابات. و «الأرانب»عادة يمثلون «ديكوراً» يعطي انطباعاً بأن الانتخابات تشهد تنافساً كبيراً في شكل ينافي الحقيقة. ودعا ربيعي أحزاب المعارضة جميعاً إلى «النأي بنفسها عن الأدوار الشكلية والهامشية وجمع أمرها على هدف واحد». ويجتهد أنصار التيار الإسلامي في حشد التأييد لمرشح يخلف بوتفليقة، لذلك يجوب قادة هذه الأحزاب الولايات لطرح مشروع تغيير شامل. ويبدو أن هذا الحراك من شأنه أن يريح مراكز السلطة بما أن احتمالات تزكية مرشح من قبل الدوائر الحاكمة يبقى السيناريو المطروح، ووجود تكتل إسلامي منافس قد يضفي صدقية على انتخابات الرئاسة المقررة ربيع العام المقبل. وسُئل رئيس «حركة مجتمع السلم» عبدالرزاق مقري عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، فقال: «ستكون نقطة تحول نحو تعددية حقيقية في الجزائر إذا توافرت لها ضمانات النزاهة والمصداقية وأبعدت من هيمنة الإدارة وصناعة الغرف المظلمة، باعتبار هذا الاستحقاق ملكاً للشعب الجزائري من دون سواه». ويمكن وضع التصريحات المنتقدة لدور الإسلاميين أخيراً من قبل زعيم «التجمع الوطني الديموقراطي» عبدالقادر بن صالح في سياق هذا الاستقطاب الذي تريده السلطة. بيد أن مقري رفض الرد على بن صالح، وقال ل «الحياة» أمس إن «الرجل حر في ما يقول». وأضاف: «على رغم الغموض الذي يكتنف الحياة السياسية، خصوصاً ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، فإنه يتوجب علينا الحذر من الانجرار إلى نقاشات هامشية يدفع باتجاهها الانتهازيون السياسيون المستفيدون من الوضع القائم».