تشهد الأسواق التجارية في مصر حركة شراء كبيرة فقط لتخزين السلع، عزاها بعضهم إلى مخاوف المواطنين من سيناريوات سيئة لتظاهرات مقررة في 30 الجاري. وكشف مسؤولون في الشعبة العامة للذهب والمجوهرات في الغرف التجارية، عن «إقبال مواطنين على شراء السبائك والجنيهات الذهبية». وأشار صاحب أحد المتاجر في القاهرة، وائل البري، إلى أن الركود الذي شهدته الأسواق على مدى الشهور الماضية، «دفع المحال التجارية إلى تنظيم عروض وخفوضات كبيرة في الأسعار، لتصريف بعض السلع والمواد الغذائية المخزنة، وكشفوا عجز المستوردين عن استيراد أصناف جديدة نتيجة النقص في الدولار». حرق أسعار وأوضح التجار، أن بعض المحال «انتهز فرصة إقبال المشترين، ل «حرق الأسعار» بتقديم خصومات كبيرة، خصوصاً على الأصناف الراكدة أو المخزّنة». إلى ذلك أقرّت الحكومة المصرية خطة استباقاً للتظاهرات المقررة نهاية هذا الشهر، ترتكز على خفض أسعار السلع الغذائية في المجمعات الاستهلاكية التي تملكها الحكومة، وطرح بعضها بأسعار الكلفة أو الخسارة، على أن تتحمل الخزينة العامة فارق السعر. وكشفت مصادر في وزارة الاستثمار، أن الوزارة اعتمدت خطة استعداد المجمعات الاستهلاكية، بمشاركة وزارتي المال والتموين، واعتمادها على العودة إلى عروض خفض أسعار السلع، وبدء طرحها في 25 الجاري. وأعلنت الوزارة أن وزير الاستثمار يحيى حامد عقد اجتماعاً مع وزير التموين والتجارة الداخلية باسم عودة، لمناقشة الاستعدادات لشهر رمضان المبارك، في حضور رؤساء شركات «القابضة للصناعات الغذائية»، و«النيل والأهرام والإسكندرية للمجمعات الاستهلاكية»، وممثلي وزارة الزراعة. وأكد حامد «التزام شركات قطاع الأعمال بدورها الاجتماعي والاقتصادي، وتوفير السلع بأسعار تقل عن السوق لتناسب محدودي الدخل». وأوضح عودة، أن خفوضات الأسعار «تشمل السلع الأساسية»، لافتاً إلى «التنسيق مع وزارة الزراعة لطرح كميات إضافية من اللحوم والدواجن والأسماك، ومع وزارة الصناعة والتجارة الخارجية، لإشراك رجال الأعمال والمستثمرين في القطاع الخاص، لتوفير السلع بأسعار مخفضة». شمال سيناء وعن غض الحكومة الطرف عن محافظة شمال سيناء واستعداداتها لتظاهرات 30 حزيران، قال رئيس الغرفة التجارية في شمال سيناء عبدالله قنديل، إن أنفاق التهريب الحدودية «أغرقت أسواق قطاع غزة بكميات كبيرة من السلع الاستراتيجية والرمضانية، قبل طرحها في السوق المصرية». وأوضح أن بعض التجار «وجدوا في شهر رمضان فرصة جيدة لإنعاش الإنفاق، وأكثروا من تهريب البضائع والسلع الرمضانية، وأهم السلع المهربة هي الأجبان والمكسرات والحلوى والعصائر، إضافة إلى الملابس والأحذية، في وقت تعاني المحال في سيناء حالة تشبع بعد سماح إسرائيل بإدخال أصناف غذائية كثيرة من خلال المعابر». في المقابل، كشف نائب رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات في الغرف التجارية رفيق العباسي، أن السوق «تشهد إقبالاً شديداً من المواطنين والمستثمرين لشراء كميات كبيرة من السبائك والجنيهات الذهبية، باعتبارها أكثر أماناً في ظل ارتفاع الدولار أمام الجنيه».