قتل ثلاثة يمنيين، على الأقل، وجرح 10 آخرين صباح أمس، بتفجير انتحاري استهدف سوقاً شعبية في مدينة صعدة التي تسيطر عليها «جماعة الحوثي»، بعد يوم واحد من إحباط السلطات تفجير سيارة مفخخة كانت تستهدف مركزاً دينياً للحوثيين وسط صنعاء، ما عزز المخاوف من اشعال فتيل مواجهات طائفية وفق النموذج العراقي. وقال شهود عيان ل»الحياة» إن انتحارياً فجر دراجة نارية مفخخة كان يقودها وسط سوق الخضار قرب مكتب المال. وبين القتلى الانتحاري سائق الدراجة وبائع متجول كان في الجوار لحظة وقوع الانفجار الذي يُعتقد بأنه كان يستهدف تجمعاً للحوثيين وسط السوق. واعترفت السلطات بمقتل شخصين وإصابة 11، وقالت في موقع وزارة الدفاع «إن القتيلين هما الانتحاري ويدعي علي سالم الغرازي وآخر كان يرافقه». وذكر الموقع أن خمسة من الجرحى من منطقة حراز (غرب صنعاء) «كانوا في مقسم قرب مكان الانفجار وتم إسعافهم في مستشفى السلام». واعترفت «جماعة الحوثي» بمقتل شخص واحد وجرح خمسة آخرين. وأوضح مصدر أمني لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن أجهزة الأمن تجري التحريات والتحقيقات لمعرفة من وراء «العملية الإجرامية». وزار محافظ صعدة فارس محمد مناع موقع التفجير وحض أجهزة الأمن على تكثيف جهودها لكشف المتورطين في هذا «العمل الإجرامي» وتعزيز التدابير الأمنية لمنع تكراره. ويأتي الحادث، الذي يُعتقد بأن وراءه تنظيم «القاعدة» بعد يوم واحد، من إحباط تفجير سيارة مفخخة في صنعاء كانت تستهدف مركزاً دينياً يديره شخص مقرب من الحوثيين. فيما كشفت السلطات أنها ألقت القبض على سائق السيارة المفخخة وأحالته على التحقيق. وكانت وزارة الداخلية اليمنية اعلنت، في بيان «إن قوات الأمن الخاصة ومكافحة الإرهاب نفذت الاثنين حملة أمنية في الحوطة بمحافظة لحج وضواحيها تم خلالها ضبط تسعة من المطلوبين أمنياًَ وجميعهم من سكان مدينة الحوطة». ويعتقد بأن هذه الحوادث تأتي في سياق التصعيد بين متشددي الجماعات الإسلامية المذهبية في اليمن (الحوثيون والإخوان والسلفيون والقاعدة)، وسط مخاوف من اشتعال فتيل مواجهات طائفية وفق «النموذج العراقي» لنسف الحوار الوطني الذي بدأ في آذار (مارس) الماضي ضمن عملية نقل السلطة المستمرة منذ أن تخلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن الحكم في شباط (فبراير) 2012 وانتخاب نائبه عبد ربه منصور هادي رئيساً توافقياً لمدة عامين. في غضون ذلك، أكد الرئيس اليمني، خلال استقباله أمس سفير السويد في صنعاء، أن «التطرف والإرهاب لا دين ولا وطن لهما» مستعرضاً صورة الأوضاع الراهنة في اليمن بعد التعافي التدرجي من تداعيات الأزمة التي مربها». وقال هادي «إن التسوية السياسية عبر المبادرة الخليجية بمثابة طوق النجاة للجميع لإخراج الوطن من أزمته الاقتصادية والأمنية والسياسية فضلاً عن مواجهته للتطرف والإرهاب الذي ليس له دين أو وطن».