نظمت مدينة سوسةالتونسية حفلة تكريمية للفنان اللبناني وديع الصافي في ذكرى غيابه الأولى، جمعت عدداً من الأصوات الشابة التي قدّمت باقة من أجمل أغانيه وأشهرها. وحملت الأمسية عنوان «على الله تعود». وأوضح المنظمون أن الحفلة تأتي في إطار الاحتفاء بواحد من «أهم الأصوات العربية وعلامة بارزة ومضيئة في تاريخ الغناء العربي». وقال وليد المليشي الكاتب العام الجمعية التونسية للموسيقى العربية: «لم نفكر طويلاً حين باشرنا الاِستعداد لتقديم عرض موسيقي غنائي في مستوى عالٍ، وكان اسم الفنان الكبير السابق، ومن هنا أتت فكرة التكريم». أضاف: «اخترنا أن يكون الفنانون المشاركون من الشباب، ولم نسعَ إلى جلب أسماء معروفة في تونس سبق أن أدّت أغاني الصافي. ومن الأسماء التي شاركت في العرض محمد دحلاب وأسماء بن أحمد وعز الدين الشيحاوي وأسعد جبران، حتى العازفون كانت غالبيتهم من الشباب بقيادة المايسترو سفيان الخشين». في السياق ذاته، شدّد مندوب الثقافة في محافظة سوسة شاذلي عزابو، على «أهميّة العرض وأهمية أن يكون القائمون عليه من الشباب المتحفّز للفعل الثقافي والحراك الفنّي الراقي في إطار الشراكة بين وزارة الثقافة التونسية وجمعيات المجتمع المدني». فرقة موسيقية تضمّ أكثر من ثلاثين عازفاً، فضلاً عن الكورال، جمهور غفير، أضواء وألوان توشّح المسرح، صور للصافي تختزل مراحل مهمة من مسيرته، أجواء مشحونة بالرغبة في تمضية أوقات طربية بعيداً من زحمة السياسة وصداعها. بداية الأمسية كانت مع الدبكة اللبنانية وفرقة «التضامن» التي قدّمت رقصات على إيقاعات بعض أعمال الراحل، ثم بدأت الأغاني تتدفّق كشلّال مع «جنات ع مدّ النظر» بصوت أسعد جبران، ليصعد بعده محمد دحلاب ويغنّي «عادت تساءلني» و «الليل يا ليلى» و «عندك بحرية» وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي ملأ أرجاء مسرح المركز الثقافي. وسرعان ما التحقت أسماء بن أحمد بمحمد دحلاب ليقدّما معاً أغنية من أجمل الأغاني التي جمعت وديع الصافي بفيروز وهي «قصيدة حب». وإضافة إلى تقديم الأغاني، ألقى الشاعر أشرف القرقني ما تيسّر من شعر قيل في الصافي وفي فنّه، ومنه ما جادت به قريحة الشاعر التونسي كمال الممي: أطرب السمع بُكرة وأصيلا فأبى القلب أن يروم بديلا عاش صوتاً ملائكيّاً يُغنّي لحنَ حبّ الحياة يشفي الغليلا جسدٌ غاب والمواويل تبقى حيّة في الدُنى تداوي العليلا نبرة من جبال لبنان هلّت نزلت بالفؤاد حلّاً أصيلا يا وديعاً إليك منّا وداعاً فقد فقدنا معلّما وخليلا إنّ أوتار عودك في حِداد ألهمت للفراق صبرا جميلا يا عزيزاً بنيت للفنّ صرحاً دامَ للشرق منك إرثاً جليلا وواصلت أسماء بن أحمد غناءها المنفرد ب «يا عيني على الصبر» و «هوى الوديان»، فيما غنّى عز الدين الشيخاوي «على الله تعود» و «قتلوني عيونا السود». كانت صور الصافي وكلمات أغانيه توشّح صدر المسرح خلف الفرقة الموسيقية في عرض راقٍ ومفعم بالمحبّة لفنان من عمالقة الغناء العربي. ولم يخف محمد دحلاب سعادته بالمشاركة في تكريم المطرب الكبير، وقال إنّه يجد نفسه فخوراً جداً بأن يساهم بصوته في تقديم أغاني الصافي الذي طالما أحبّه وردّد أغانيه. كذلك، أكدت الفنانة أسماء بن أحمد أنّها عاشت أوقاتاً رائعة وهي تغنّي «قصيدة حب». يُذكر أن الحفلة كانت انطلاقة لموسم ثقافي ثريّ وزاخر بنشاطات تشمل مهرجانات ولقاءات وحفلات وعروضاً مسرحية وسينمائية وموسيقية تشهدها محافظة سوسة على امتداد السنة.