أثارت انتخابات نقابة الموسيقيين المصرية الأخيرة، جدلاً واسعاً وموجة سخرية في الشارع المصري والعربي، بعد الإطاحة بالفنان إيمان البحر درويش وفوز المطرب الشعبي مصطفى كامل نقيباً للموسيقيين، ليستلم كرسي جلس عليه عظماء الموسيقى العربية من كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب. إيمان البحر درويش لم يلبث أن تقدم ببلاغ للنائب العام المستشار طلعت عبدالله، يطعن فيه بنزاهة الانتخابات التي أجريت في النقابة تحت إشراف قضائي من مجلس الدولة. فيما يرى كامل أن فوزه دليل على قناعة الناخبين من الموسيقيين به وحبهم له، معتبراً تصريحات الأول «فرقعة إعلامية» للتغطية على نجاحه. النقيب السابق إيمان البحر درويش قال ل «الحياة»: «ما حدث لا يمكن تصوّره، إذ ان مصطفى كامل لم تتوافر فيه الشروط القانونية، حتى يرشح نفسه لمنصب النقيب». وأضاف: «من أهم الشروط أن تكتمل عضويته في النقابة لمدة 10 سنوات متتالية من دون انقطاع، وهذا البند لا يتوافر في مصطفى كامل، بعدما أوقف عضويته لترشيح نفسه لعضوية مجلس الشعب في قائمة الحزب الوطني المنحل، وكان شرط ذلك أن لا ينتمي الى عضوية النقابة». ويشير درويش: «الدعوة إلى انتخابات جديدة تحتاج الى أن يكون منصب النقيب فيها خالياً، لكن المنصب لم يكن خالياً. وعلى رغم ذلك أجريت الانتخابات بإشراف مجلس الدولة الذي لا أشكك فيه، لكن غضب الشارع المصري والموسيقيين (بداية من الدعوة للانتخابات وحتى فوز كامل بالمنصب)، يؤكد وجود حلقة مفقودة داخل الدائرة». وأكد أن «ما حدث يوافق هوى من يقفون ضدّ تطهير الفساد، لذلك يريدونني خارج النقابة». وأصرّ درويش على أنه «النقيب الشرعي للموسيقيين»، لكنه ينتظر حكم المحكمة في الطعن بشرعية منصب مصطفى كامل كنقيب. وأشار إلى أنه لو ثبت كامل نقيباً بتأييد من القضاء، سيعتزل الفن نهائياً، متسائلاً: «كيف بنقيب لا يعلم اسم مقام موسيقي واحد، ويعتبر استنكاري عدم شرعية منصبه، حسداً». درويش أوضح أن الأحداث الأخيرة في النقابة، شغلته كثيراً عن عمله الفني، حيث قرر تأجيل ألبومه. لكنه قارب على الانتهاء من تصوير مشاهده في المسلسل الرمضاني «أهل الهوى» والذي يجسد فيه شخصية جده الشيخ سيد درويش. وردّ الفنان حالة الزخم الذي تعيشه النقابة منذ قضية رفع مصطفى كامل السلاح عليه قبل شهور – كما أكد درويش - وصولاً الى انتخابات النقابة، جزءاً من حالة الفوضى التي تطغى على الأوضاع في مصر بعد «ثورة 25 يناير»، والتي تأججت بعد وصول الرئيس محمد مرسي الى الحكم. وقال درويش: «أخشى على مصر من حكم جماعة الإخوان، فكيف لا أخشى على مستقبل الفن في زمنهم». واستنكر الموسيقي المصري تصريحات وزير الثقافة علاء عبدالعزيز التي هاجم فيها النخبة المثقفة في مصر بعد اعتراضاتها على قراراته بإقالة أقطاب ثقافة في الوزارة، فضلاً عن قرارات وقف الباليه في الأوبرا، وإلغاء مادة الموسيقى في التعليم، وما لها من تأثير كبير على الثقافة في مصر في المستقبل، بخاصة أن هناك عناداً لا يختلف كثيراً عن عناد النظام السابق، وفق وصفه. ولفت إلى أن اختيار وزير للثقافة كان يستدعي اجتماعاً لممثلي الثقافة في مصر للإدلاء برأيهم في وزير الثقافة المنتخب، معتبراً ان إقالته ستنهي الأزمة القائمة وترجع المعتصمين لبيوتهم. واستنكر درويش أداء الإعلام الحكومي الذي لم يصبح كحال الإعلام الذي يحتاجه المجتمع، مؤكداً أن الإسلام بريء من إعلام يؤكد أن الصحافي الحسيني الذي قتل في أحداث الاتحادية، ينتمي ل «الإخوان»، رغم وجود فيديو للصحافي الراحل يتظاهر فيه ضد الجماعة.