قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ان الاعتداء الذي نفذه متطرفون يهود في قرية أبو غوش قرب القدس، يخالف عقائد الديانة اليهودية. وقال نتانياهو في بيان صادر عن مكتبه بعد ظهر اليوم إن "ما حدث اليوم في أبو غوش يخالف عقائد الديانة اليهودية والقيم التي تعتنق من قبل شعبنا ودولتنا، وفقط هذا الأسبوع صدقنا على قرارات تمكّننا من العمل بصرامة ضد أولئك الذين يرتكبون هذه الجرائم وسنقوم بذلك بكل طاقتنا". ووجهت شخصيات إسرائيلية، بينها رئيس الكنيست الأسبق أبراهام بورغ، انتقادات لنتانياهو، على خلفية عدم معالجة ظاهرة الإعتداءات ضد الفلسطينيين التي باتت معروفة باسم "جباية الثمن"، وذلك بعد تنفيذ اعتداء من هذا النوع، اليوم الثلاثاء، بقرية أبو غوش قرب القدس. وكان يهود متطرفون ثقبوا إطارات 28 سيارة فجر اليوم، وكتبوا شعارات عنصرية بينها "العرب إلى الخارج" و"العنصرية أو الانصهار"، فيما أعلنت الشرطة أن هذا الإعتداء يأتي على خلفية قومية وأنها تحقق فيه بجميع الإتجاهات. وأفاد موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني، بأن سيارة بورغ، المتواجد خارج البلاد، والتي تركها لدى صديق ميكانيكي في أبو غوش، بين السيارات التي ثقبت إطاراتها. وقال بورغ إن "اعتداءات جباية الثمن، هي قصة تتحدث عن أشخاص جيدين وأشخاص شريرين، وقد اعتدى الشريرون على سكان أبو غوش.. وهذه عملية إرهابية، وإذا كانت الحكومة تعتقد أن بإمكانها التهرب من معالجة الموضوع، فإنه سيتغلغل وسيصل إلى القلب، إذ يوجد إرهابيين يهود تمتنع الحكومة عن العمل ضدهم". وكان بورغ يشير بذلك إلى قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) خلال اجتماع عقده يوم الأحد الماضي، التساهل مع نشطاء اليمين والمستوطنين المتطرفين الذين ينفذون اعتداءات ضد أملاك ومقدسات الفلسطينيين والتي باتت تعرف باسم "جباية الثمن". وأعلن ائتلاف المنظمات المناهضة لجرائم الكراهية والعنصرية في إسرائيل أنها ستنظم تظاهرة دعم لسكان أبو غوش مساء اليوم. وقال رئيس ائتلاف هذه المنظمات، الدكتور غادي غفرياهو، ل"يديعوت أحرونوت"، إن "المسؤولية تقع على عاتق رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.. وهذا الإعتداء هو رد اليمين المتطرف على قراره بعدم وصف جرائم من هذا النوع بأنها عمل إرهابي". وقالت صحيفة "هآرتس" إن نتانياهو قرر التعامل بليونة أكثر مع هؤلاء النشطاء المتطرفين والإعلان عنهم "كتنظيم غير مسموح به"، رغم أن وزيرة العدل تسيبي ليفني، ووزير الأمن الداخلي يتسحاق أهارونوفيتش، وجهاز الأمن العام (الشاباك)، أوصوا بالتعامل مع منفذي اعتداءات "جباية الثمن" على أنهم "تنظيم إرهابي". وتابعت الصحيفة أن نتانياهو تحفظ على الموافقة على الإعلان عن منفذي اعتداءات "جباية الثمن" كتنظيم إرهابي على أثر "ضغوط سياسية مارسها عليه قادة المستوطنين وقادة حزب 'البيت اليهودي' (الشريك في الائتلاف الحكومي) وقياديون في حزب الليكود" الذي يتزعمه نتانياهو. وأوضحت أن إجراء تصويت بالحكومة الإسرائيلية حول تعريف منفذي "جباية الثمن "كان من شأنه أن يؤدي إلى أزمة ائتلافية"، خاصة وأن وزير الدفاع، موشيه يعلون، يؤيد تعريفهم ك"إرهابيين". ويشار إلى أنه على الرغم من تنفيذ مئات اعتداءات "جباية الثمن" ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقرى عربية داخل الخط الأخضر خلال السنوات الماضية، إلا أنه لم تتم محاكمة أي من منفذيها.