بدأت أعمال قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في إرلندا الشمالية أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة، وتوقعات بأن تطغى الأزمة في سورية على جدول أعمالها. وافتتح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون القمة، التي سيناقش قادتها على مدى يومين، دفع عجلة النمو والازدهار في العالم، إلى جانب التجارة والشفافية ومكافحة الإرهاب. والتقى كاميرون قبل انطلاق أعمال القمة نظيره الياباني شينزو آبي، وأجرى الزعيمان محادثات في منتجع لوخ إرن للغولف في إرلندا الشمالية على بعد 130 كيلومتراً غرب بلفاست. وسيناقش آبي مع الزعماء الآخرين دور المصارف المركزية والسياسة النقدية. ويلتقي كاميرون الرئيس الأميركي باراك أوباما، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية انغيلا مركل، ورئيس الوزراء الإيطالي أنريكو ليتا، ورئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبي، ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، لمناقشة العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة. وأعلن كاميرون قبل انطلاق القمة، التي تجمع الولاياتالمتحدة وبريطانيا وكندا واليابان وألمانيا وروسيا وإيطاليا وفرنسا، «اغتنام هذه الفرصة لمعالجة عدد من أكبر القضايا التي تواجه مجموعة الثمانية من خلال مناقشتها بصراحة، والموافقة على إجراءات عملية ستحدث فرقاً بالنسبة إلى شعوبنا والعالم الأوسع، وتجاوز العقبات والاعتراضات، وتوليد إرادة سياسية لحل المشاكل التي نواجهها». واعتبر كاميرون أن القضية الأهم التي تواجه بلدان مجموعة الثمانية، تتمثل في «كيفية تعزيز الانتعاش الاقتصادي»، وهو وضع خطة واضحة وملموسة حين بدأت بلاده التخطيط للقمة، ل «اعتماد إجراءات تعزّز النمو وتساعد دول المجموعة على النجاح في السباق العالمي، وتتخذ إجراءات لخلق فرص عمل والحد من الفقر ومساعدة الناس في أنحاء العالم». سياسات نقدية وأشار إلى أن الموضوع الأول الذي ستناقشه القمة، هو «الاقتصاد العالمي بعد التقدم الكبير المحقق في كامب ديفيد العام الماضي، بسبب الحاجة إلى التعامل مع العجز المالي، واعتماد سياسات نقدية ناشطة لإنعاش الحركة المالية، والتعامل مع مشكلة البطالة بين الشباب». ووصف كاميرون أجندة قمة الثمانية بأنها «طموحة وعملية جداً، وتضم مجموعة واضحة جداً من القضايا التي أرادت بريطانيا إدراجها على جدول أعمال القمة لجمع العالمين المتقدم والنامي، لمعالجة القضايا ذات الصلة بنا جميعاً». وفرضت شرطة إرلندا الشمالية إجراءات أمنية مشددة، ونصبت سياجاً معدنياً طوله 6.5 كيلومتر وارتفاعه 3 أمتار حول مكان عقد القمة، ونشرت نحو 8000 من رجالها للتعامل مع التظاهرات المناهضة للرأسمالية.