لا حياة للاجئين السوريين في لبنان. يقطعون الطرق كمتسولين، وهم يجرجرون وراءهم الذل ورائحة الموت. وعلى الرغم من كل المساعدات التي تأتي اليهم، يعيش اكثرهم في ظروف حياتية بشعة. يقول لاجئون سوريون وموظفون في وكالات الإغاثة في طرابلس (شمال لبنان) إن "قلة المساعدات مشكلة بالغة الخطورة". اذ يقيم آلاف السوريين في أحياء فقيرة بالمدينة، مثل وادي النحلة وفي مناطق قريبة من التل واحياء الدباببسة والعوينات، ويروي السكان قصصاً كثيرة عن كفاح اللاجئين من أجل البقاء. تعمل أم أحمد ساعات طويلة في مسكنها مع أطفالها يلصقون بطاقات على عبوات البوظة لمصنع محلي مقابل أجر زهيد. وقالت أم أحمد "جماعة والله اخبروني عن هذا العمل، وعم أشتغل أنا والأطفال عم بشتغلوا. هو عبارة عن كرتون". وأضافت "يأتي الينا الرجل بالبضاعة. نعمل تقريبا كل 20 يوم ليطلع لي 50 دولار. كل 20 الى 25 يوم 50 دولار أطلعهم. تقريبا الشهر يعني". يتولى الناشط السوري أحمد مندو، توزيع بعض المساعدات مثل حفاضات الأطفال والخبز والأدوية على مواطنيه السوريين اللاجئين في طرابلس. وذكر مندو أن "المساعدات التي تتلقاها جماعة تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان توشك على النفاد". وقال "نحن أول ما نزحنا الى هنا علمنا في مجال الإغاثة، بحيث أنه من اول ما تصل العائلة السورية، يكون هناك من يؤمن لها مساعداتها. يؤمن لها البطانيات. ندلها الى اين تتجه ونوجهها الى اماكن المساعدة. ونحن هنا في المكتب كتنسيقية لاجئيين سوريين بلبنان نقدم حليباً وحفاضات وخبزاً، بشكل يومي للاجئين. ولدينا وصفات أدوية". وأضاف "لدينا عتب كبير على المجلس الوطني والائتلاف اللاوطني. هم لم يكلفوا خاطرهم ليأتون الى طرابلس ولم نرى احداً منهم. ذهبوا الى الاردن وارسلوا وفوداً ايضا الى تركيا، ارسلوا بعثات الى كل مناطق اللجوء.هل نفهم من ذلك انهم اقتلعونا من خارطة اللجوء؟. يعني نحن هون فيه عندنا أكثر دولة فيها لجوء هي لبنان، وما شفنا حدا منهم وإذا لا بد واجا حدا منهم بينزل ببيروت بالفنادق". وتابع "الدنيا كلها تحاربنا. ونحن ما لنا غير رب العالمين. ما لنا غير رب العالمين واعتمادنا الأول والأخير على المجاهدين هناك. ووحدها جبهة النصرة تمثلنا ونقولها علناً". ورحل ما يزيد على مليون و500 ألف شخص من سورية هرباً من الصراع المستمر هناك معظمهم إلى لبنان والأردن. ويقول مسؤولون في لبنان إن" العدد الإجمالي للسوريين في البلد يصل إلى مليون شخص بعضهم غير مسجل كلاجيء ويعيش من موارده الخاصة". لاجئة سورية أخرى في طرابلس لها خمسة من الأطفال ذكرت أن "المساعدات التي تتلقاها تتوقف من حين الى آخر". وقالت اللاجئة أم محمد "ماشي الحال بس يعني مو كل الشهر. لأ. بيعطوهم كل واحد قسيمة للأولاد باجب لهم فيها. بس مو كل الشهر.. عم ننقطع بنصف الشهر، من المواد الغذائية وهيك. والأولاد بدهم بيت.. بدهم.. يعني ما باعرف.. الله بيفرجها وبس.. زوجي نزل على سوريا على أساس فيه أخته أرملة هناك وعندها خمسة أولاد. ونزل مشان يشوفها يعني قدام رمضان. اللي صار على الحواجز يضربوه.. يسلخوه بها الكفوف.. ايه سبغوه تسبيغ". ويعيش معظم اللاجئين السوريين في طرابلس في مساكن ضيقة ولا يستطيع معظمهم الحصول على عمل يعول منه أسرته. وقال لاجىء يدعى زياد الخطيب "الوضع سيء جداً. تحت الصفر. كان في البداية كل شيء مؤمن لنا. هلق ما عاد اجانا مساعدات. لا مونة. الجمعية سكرت ولا أي شي وأولادي ما عم يشتغلوا وأنا عاجز ومع أني مريض دواء ما عندي. بدي دواء". ولا يعرف سبب عدم انتظام المساعدات الإنسانية لأولئك اللاجئين. وكانت الأممالمتحدة قد حذرت من أن "نصف السوريين داخل وخارج بلدهم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية بحلول نهاية 2013"، ووجهت نداء للمانحين والمتبرعين للمساهمة في مواجهة الأزمة. وقالت وكالات دولية للإغاثة في جنيف إن "عشرة ملايين و250 ألف سوري سيحتاجون إلى مساعدات بحلول نهاية العام". ووجهت الأممالمتحدة نداء لجمع خمسة مليارات دولار منها 2.9 مليار للاجئين السوريين و1.4 مليار للمساعدات الإنسانية و830 مليون للبنان والأردن. كما توفعت المنظمة الدولية أن يصل عدد اللاجئين السوريين إلى ثلاثة ملايين و450 ألف شخص في غضون السبعة أشهر المقبلة.