تعمل جمعية (سوا) غير الحكومية لمساعدة أبناء اللاجئين السوريين في لبنان للتغلب على آثار صدمة الحرب وأعمال العنف. وتقدم الجمعية يساعدها صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة (يونيسيف) وعدد من الخبراء المتخصصين مساعدات نفسية للأطفال السوريين المقيمين في مخيم في بعلبك بالقرب من وادي البقاع في لبنان. وذكر عز الدين شمالي منسق نشاطات الأطفال ومدير الطواريء في (سوا) أن الأطفال السوريين مروا بتجارب مؤلمة لم يتمكنوا من التكيف معها نفسيا. وقال "الولد عم يظل بالبيت مكبوت وعم يسمع صوت وبيسمع أصوات كثير أنه صوت الرصاص مش هين على الولد أو القذيفة أو الطيارة عم تضرب صاروخ. يعني أكيد مش هين عليه فعنده صار حالة نفسية كثير صعبة. فبأية طريقة نحن فعندنا بلشنا نحن وياه نعتمد طريقة أنه يلعب.. كل الطاقة اللي عنده موجودة يصرفها ونرجع ننمي له شخصيته.. شخصيته اللي هي ضعفت من ورا هاي لشغلات أنه هو انزرب ما بقى فيه يتحرك ويسمع من العالم ويشوف كثير أولاد شافت حالات قتل وبها الطريقة الوحشية والعالم عم تموت كانت على الطرقات والأولاد كلها عم تشوفها بالنهاية." ورأى كثير من الأطفال السوريين مشاهد مروعة خلال الصراع المستمر في بلدهم منذ 23 شهرا وخلال رحلتهم مع عائلاتهم إلى لبنان هربا من أعمال العنغ. وقال شمالي "فيه عندك حالات اللي هي الصعبة اللي حاصلة أنها شايفة عمليات قتل قدامها صار عندها شي كبت نفسي.. مشاكل نفسية من داخلها والشي اللي ما كان يحكي وما يتحرك أي شي من هول فهول نحن كنا عم نتابعهم بالمركز وعم نتابعهم بقلب البيت. مش أننا كنا تاركينهم ما نلحقهم على البيوت ومنكفي معهم ومنكفي مع أهلهم حتى نحكي مع أهلهم بأي طريقة لازم يساعدونا فيها لحتى نحن نكمل معهم ثاني نهار بس نيجي لعندهم لحتى نحن نريح هيدا الولد." واتفقت جمعية (سوا) مع حافلة لنقل الأطفال كل صباح من المخيم إلى مقرها الذي يرعاه يونيسيف حيث يقضون يومهم في اللعب والرسم بمساعدة مجموعة من المتطوعين وتحت إشراف خبراء في العلاج النفسي. ويساهم المتطوعون أيضا في أنشطة مع الأطفال السوريين في المخيم. وقالت فطيمة شلحة الناشطة في جمعية (سوا) "منساعد الأولاد اللي طالعين من جو الحرب بسوريا لأنه فيه ناس شافوا الشهداء.. شافوا جرحى أهلهم عم يتوجعوا.. مش قادرين يعملوا شي.. فجينا نحن عم نساعدهم قد ما فينا من خلال الألعاب.. من خلال.. قد ما نقدر نحاول نساعد." وقالت سبا شلحة المتطوعة لمساعدة الأطفال "أنا من مجموعة جمعية سوا بعمل نشاطات ترفيهية للأولاد النازحين من سوريا من مختلف المناطق هم جايين من سوريا. بعمل لهم نشاطات ترفيهية ورسم وألعاب وهم يعني عم يتجاوبوا معي بالنسبة للألعاب ويعني هم بيطلبوا مني أنه ألعاب منهم. هم بيكونون حافظينهم من سوريا وبيجوا بيعملوه هون. كمان أنا بأعطيهم الشغلات اللي أنا باعرفها." وسجل ما يزيد على 787 ألف سوري أسمائهم أو ينتظرون دورهم للتسجيل كلاجئين معظمهم في لبنان والعراق والأردن وتركيا. ويقيم في لبنان 172 ألف لاجيء سوري مسجل. كما تشير بيانات مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن 88500 سوري آخرين دخلوا لبنان منذ بدء الصراع في سوريا لكنهم لم يسجلوا أنفسهم لاجئين.