أعلن زعيم «دولة العراق الإسلامية» أبو بكر البغدادي، أمس رفضه قرار زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري حل «دولة العراق والشام»، فيما هدد مسؤولون محليون في محافظة الأنبار غرب بغداد أمس بالادعاء على قوات الجيش والشرطة والاتحادية المنتشرة في المحافظة لانتهاكها حقوق الإنسان. وقال البغدادي في تسجيل صوتي بثته مواقع إلكترونية خاصة بأخبار الفصائل المسلحة أمس، إن «الرسالة التي نسبت إلى الشيخ أيمن الظواهري لنا فيها مؤاخذات شرعية ومنهجية عدة. وبعد مشاورة مجلس شورى الدولة الإسلامية في العراق والشام من مهاجرين وأنصار ومن ثم إحالة الأمر على الهيئة الشرعية اخترت أمر ربي على الأمر المخالف له في الرسالة». وأضاف البغدادي: «هبوا يا أسود الدولة الإسلامية في العراق والشام اشفوا غليل المؤمنين ثبوا على الرافضة الحاقدين والنصيرية المجرمين وعلى حزب الشيطان والوافدين من النجف وقم وطهران». وتابع: «اجعلوا أجسادكم دون أجسادهم ودماءكم دون دماءهم وأموالكم دون أموالهم، أوصلوا ليلكم بنهاركم، رصاص في النهار وسهام في الثلث الأخير من الليل، زفوا إلى أمتكم بشائر النصر». وتؤكد تقارير الاستخبارات العراقية أن البغدادي غادر العراق مع قادته المتمرسين في القتال إلى سورية. وكان الظواهري أعلن قبل أسبوعين حل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وأقر بقاء جماعتي «دولة العراق الإسلامية» و «جبهة النصرة في الشام» كفرعين مستقلين يتبعان «القاعدة». على صعيد آخر، قال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار سعدون الشعلان في اتصال مع «الحياة» أمس إن «المجلس تسلم أخيراً عشرات شكاوى من الأهالي ومسؤولين محليين في أطراف المحافظة تؤكد خرق قوات الجيش المنتشرة على أطراف المحافظة حقوق الإنسان». وأوضح أن «الجيش يقوم بممارسات لا أخلاقية، بينما تتركز مهامه على تنفيذ عمليات عسكرية لمواجهة مخاطر تنامي تنظيم القاعدة والحيلولة دون تسلل مسلحين تابعين لجبهة النصرة السورية إلى الأنبار»، وهدد بالادعاء على هذه القوات التي تقطع مدن الأنبار عن بعضها في الرطبة وعكاشات والقائم ولساعات طويلة يومياً وتفرض حظراً للتجول غير مبرر، وتنتزع أسلحة مرخصة من أهالي وشيوخ المدينة». وتجري منذ أيام عمليات عسكرية واسعة النطاق في صحراء الأنبار على الحدود المشتركة مع سورية وتحديداً في منطقتي الجزيرتين الشمالية والجنوبية اللتين تمثلان البادية الغربية من المدينة. من جهته أبدى عضو مجلس محافظة الأنبار صهيب الراوي مخاوفه من انعكاس الانتشار الأمني على المشاركة في الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها الخميس المقبل. وقال الراوي في تصريح إلى «الحياة» إن «غالبية الكتل السياسية المشاركة في انتخابات الأنبار تعتبر الحشود العسكرية لأغراض سياسية»، ودعا الجيش إلى عدم توريط نفسه في عرقلة العملية الانتخابية بقصد أو من دون قصد. وتنتشر ثلاثة ألوية تابعة لقيادة عمليات الأنبار، بالإضافة إلى لواء تابع لقيادة عمليات الجزيرة التابعة للموصل والمئات من عناصر قوات سوات. وحذر النائب عن كتلة «متحدون» وليد عبود من انعكاس الحشود العسكرية والتضييق الأمني على الأهالي على الناخبين. وحذر عضو لجان التنسيق في الرمادي الشيخ عبد الحميد العاني من حصول صدام بين القوات الأمنية والمتظاهرين.