حال من الحزن أصابت جماهير ومسؤولي الأهلي المصري بعد إعلان لاعب الوسط المخضرم محمد بركات اعتزاله اللعب نهاية الموسم بعد فترة من التردد حسمها اللاعب مساء أول من أمس (الأربعاء) بإخطار إدارة ناديه رسمياً بالقرار. وأعرب المدير الفني للأهلي محمد يوسف عن استيائه بالقرار، مطالباً بركات بالاستمرار موسم آخر على الأقل، بيد أنه شدد على احترامه لوجهة نظر اللاعب، متمنياً له التوفيق في مشواره بعد الاعتزال. وسرد يوسف المزايا التي يتمتع بها بركات وقال عنه عبر موقع ناديه الرسمي: «مستحيل تعويض لاعب مثل بركات سواء على المستوى الفني أو الشخصي خارج الملعب، بركات من أمهر اللاعبين في تاريخ الكرة المصرية، ويملك خبرة كبيرة ويؤثر في أداء أي فريق يلعب له ويستحيل أن ينساه أحد». فيما اعتبر مدير الكرة بالأهلي سيد عبدالحفيظ اعتزال محمد بركات خسارة كبيرة لناديه وقال: «نشعر بالحزن والأسف لاعتزاله، تمنينا استمراره لحاجتنا الكبيرة إلى خبراته» وكشف: «حاولنا كثيراً إثناءه عن قراره وإقناعه بتجديد عقده موسم واحد فقط، لكنه تمسك بموقفه ولا نملك سوى احترام رغبته». من جهته، تمني «الزئبقي»، وهو أشهر لقب أطلق على بركات بأن يكون أشبع طموحات مسؤولي وجماهير «القلعة الحمراء» بعد 9 سنوات داخل أسوارها. وتوج بركات بأكثر من 25 بطولة بقميص الأهلي، إذ فاز بسبع ألقاب على التوالي للدوري المصري، إضافة إلى أربعة ألقاب في بطولة دوري أبطال أفريقيا. وقال بركات لموقع الأهلي الرسمي: «أتمني أن أكون قدمت ما يليق باسم الأهلي، وأرضى جماهيره» وزاد: «لم أحسم إلى أي المجالات سألتحق بعد الاعتزال، وإن كان الإعلام هو الأقرب، سأحدد وجهتي المقبلة عقب نهاية الموسم». وشدد لاعب الإسماعيلي السابق على أن قراره نهائي ولا رجعة فيه، مفضلاً الابتعاد عن الملاعب وهو في قمة مستواه. ولعب بركات (36 عاماً) في أندية السكة الحديد والإسماعيلي ثم خاض تجربة خليجية ناجحة مع الأهلي السعودي، إذ حقق معه كأس الأمير فيصل بن فهد للأندية العربية في 2002 بتسجيل هدف التتويج في مرمى الأفريقي التونسي. كما حقق مع الأهلي السعودي في العام ذاته، المركز الثاني في الدوري السعودي بعد الخسارة في النهائي من الغريم التقليدي الاتحاد. ولم تكتب لتجربة بركات مع العربي القطري لها النجاح، بسبب الإصابة قبل العودة إلى مصر والانضمام إلى الأهلي مجدداً عام 2005. ويعتبر 2005 أبرز أعوام الإنجازات لبركات، فبعد تتويجه بجائزة «بي بي سي» لأفضل لاعب أفريقي نال جائزة أفضل لاعب محلي بالقارة الأفريقية من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف). وعلى المستوى المحلي حقق بركات جائزة أفضل لاعب بالدوري المصري في أعوام 2009 و2002 و2009. وكان للاعب تجربة موفقة مع الإسماعيلى من 1999 حتى2002 وقاد «الدراويش» للفوز ببطولتي كأس مصر والدوري المصري. وعلى رغم تاريخه الكبير لم يترك بركات بصمة واضحة مع منتخب مصر إلا المساهمة بفوز «الفراعنة» ببطولة كاس الأمم الأفريقية 2006. وكانت مباراة مصر والجزائر بالقاهرة في تصفيات كأس العالم 2010 التي انتهت للأولى (2– صفر) هي الظهور الأخير لبركات على الصعيد الدولي.