حذرت الأحزاب الإسلامية المعارضة رئاسة إقليم كردستان من أي محاولة ل «علمنة الدستور» لتعديل المادة 6 التي تعتبر الاسلام المصدر الرئيسي للتشريع، وأعلن أقطاب المعارضة أنهم سيجتمعون الاسبوع المقبل للخروج بموقف نهائي من تقديم مرشحهم لرئاسة الإقليم أو دعم مرشح آخر. وأكد رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين في تصريح إلى صحيفة «هاولاتي» المستقلة أن «طرح مسودة دستور الإقليم للمناقشة، يعني أن كل مواده مطروحة للنقاش، بما فيها احتمال تعديل المادة 6». وجاء هذا التصريح في إطار الشد والجذب بين حزب بارزاني الذي يرفض إعادة مسودة الدستور إلى البرلمان من جهة، وحليفه «الاتحاد الوطني» بزعامة الرئيس جلال طالباني وأقطاب المعارضة من جهة ثانية. وقال الناطق باسم الجماعة الاسلامية المعارضة محمد حكيم ل «الحياة» إن «تصريح رئيس ديوان رئاسة الاقليم في غير محله، على رغم أنه أو الرئاسة أو الحزب الديموقراطي أحرار في أن يقدموا اقتراحاً لتعديل المادة 6، لكنهم بذلك يقفون في وجه مطلب جماهيري، كون شعب الاقليم بغالبيته الساحقة، ما يزيد على 95 في المئة مسلمين، ويرفض أي علمنة للدستور»، وأضاف أن «هذه الخطوة ورقة ضغط تستخدم ضد الجماعة الاسلامية والاتحاد الاسلامي المعارضين اللذين يتمسكان بإعادة مسودة الدستور إلى البرلمان لتعديلها». وأضاف حكيم أن «السحر انقلب على الساحر، كون المادة 6 لا تخص هذا الحزب، وإنما تخص جميع مسلمي الإقليم، ويوجد الآن تذمر جماهيري، وقد علمنا أن الاخوة في حزب الاتحاد الوطني، أكدوا عدم وجود رغبة لديهم أو نية لتعديل هذه المادة، وأعتقد هذا هو موقف حركة التغيير أيضاً». وتطالب المعارضة بتحويل نظام الحكم في الإقليم من رئاسي إلى برلماني، بعد تحديد صلاحيات الرئيس، لكن حزب بارزاني يصر على طرح المسودة على الاستفتاء، في محاولة لايجاد مخرج قانوني يمنحه حق الترشح لولاية ثالثة. إلى ذلك، وصف القيادي في «الاتحاد الاسلامي» ابو بكر هلدني تصريحات حسين بأنها «لعب بالنار» وشدد على أنها «وسيلة ضغط على القوى الاسلامية التي تطالب بتعديل الدستور». وعن مساعي اقطاب المعارضة لتقديم مرشحها لرئاسة الاقليم، قال إن «لجنة تنسيق المعارضة ستعقد اجتماعاً الاسبوع المقبل للتداول، ونؤكد أننا لم نقرر إلى الآن تقديم مرشح»، وفيما إذا كان القرار مرتبطاً بترشح بارزاني لولاية ثالثة، أضاف «بغض النظر عن ذلك فإن من حق المعارضة تقديم مرشحها، لكننا لم نتخذ القرار النهائي بعد». وكانت القوى الاسلامية أخفقت في الاتفاق على تشكيل ائتلاف للمشاركة في الانتخابات المقررة في 21 أيلول (سبتمبر) المقبل، لتحذو حذو حزبي طالباني وبارزاني في خوض الانتخابات بقوائم منفردة.