يعيش قرابة 7 بلايين شخص على وجه الأرض، لكن عدد حاملي الهواتف الذكيّة منهم لا يتخطى بليون شخص تقريباً، ما يعني أنّ 6 بلايين شخص لا يملكون هاتفاً ذكيّاً. من هذا المنطلق، تهدف إحدى شركات التكنولوجيا إلى التحوّل عملاقاً في هذه الصناعة، بالاستناد إلى هذه الأرقام، مُبيّنة أنها تسعى لجعل العالم بأسره متصلاً بشبكة الإنترنت قبل نهاية عام 2013. وتعتبر شركة «ميدياتيك» mediatech التايوانية عملاقاً في صناعة الرقاقات الإلكترونيّة المخصّصة للخليوي. ومن شأن الرقاقات أن تشغّل أجهزة إلكترونيّة ذكيّة، تشمل منتجات شركات عملاقة صينية مثل «زد تي إي» ZTE و «هواوي» Hawaii للاتصالات الخليوية. وتجدر الإشارة إلى أنّ «ميدياتك» حققت عائدات بلغت 3 بلايين دولار في 2012، عبر بيع رقاقات إلكترونيّة لقرابة 500 مليون خليوي، متخطية بفارق شاسع إجمالي حجم العائدات المسجّلة في «سامسونغ» Samsung و «أتش تي سي» HTC و «آبل» Apple. وفي المقابل، لا تملك «ميديا تيك» الشهرة الواسعة التي تحوزها هذه الشركات. وفي هذا الشأن، صرّح فينبار موينهان الذي يدير قسم الابتكار في «ميدياتيك»، بأن هذه الشركة تبدو وكأنها «أحد الأسرار الدفينة». إلا أن هذا الواقع سيتغيّر قريباً، لأن «ميدياتيك» تنوي قلب المعايير في قطاع الهواتف العالمي. لا تبيع الشركة الهواتف باسمها. وبدلاً من ذلك، توفّر ما يعرف ب «التصميمات المرجعية» التي تتضمّن الرقاقة الإلكترونيّة ونظام التشغيل والكاميرا وشاشة العرض وغيرها. وغالباً ما تتعرّض التصميمات المرجعيّة إلى التعديل بطرق تجعلها تتناسب مع الطابع الخاص للشركات التي تصنع هواتف ذكيّة، بعد أن تضع عليها اسمها التجاري. وتنوي «ميدياتيك» اتباع هذه المعادلة الفعّالة جداً، في سوق الهواتف ذات الأسعار المتوسطة، مع نقلها وتطبيقها على الهواتف الذكيّة. في عام 2013، ولأوّل مرّة، ستتخطّى مبيعات الهواتف الذكيّة مبيعات الهواتف ذات الأسعار المتوسطة، وهو سوق تهيمن عليه «ميدياتيك» في الصين وفي جنوب آسيا. وتنجز هذه المبيعات بمعظمها في الدول المتطوّرة، حيث من المتوقّع أن تنخفض أسعار الهواتف المحمولة غير المدعومة بقيمة 50 دولاراً. تلاحق «ميدياتيك» طرفي السوق متّبعة خطّة لتبيع هواتف ذات أسعار مرتفعة أيضاً، لكن في الدول المتقدّمة. تعرض الشركة رقاقات إلكترونيّة وشاشات تمكّن المُصنّعين من استهداف الطبقة الوسطى العالمية الصاعدة باستمرار. إذا نجحت «ميدياتيك» في هذا المسعى، فلربما تقلب المعادلة العالمية للهواتف الذكيّة والهواتف ذات الأسعار المتوسطة، إضافة إلى أنّها ربما ترفع نسبة مبيعات هواتف «آندرويد» بقوة، فتصبح أداة لوصل مئات الملايين من الأفراد مع شبكة الإنترنت.