دعا الرئيس السوداني عمر البشير اليوم الخميس، حزبه الحاكم إلى مواجهة "التحديات" الاقتصادية والسياسية، وذلك قبل الانتخابات العامة في نيسان (أبريل) 2015 التي سيخوضها بغية تمديد بقائه في السلطة التي يمارسها منذ 25 عاماً. وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم أعلن الثلثاء، ترشيح الفريق عمر حسن البشير (70 عاماً) لولاية جديدة. وينص دستور 2005 الانتقالي الذي تمت كتابته بموجب اتفاق السلام مع الجنوب على أن ينتخب الرئيس لدورتين فقط، وقد انقضتا. ويعتبر حزب المؤتمر الوطني أن البشير تم انتخابه مرة واحدة في عام 2010 وكان رئيساً "للفترة الانتقالية" بين 2005 و2010. وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت بحق البشير مذكرة اعتقال بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في إقليم دارفور غرب السودان. وقال البشير مخاطباً أعضاء المؤتمر العام لحزبه في الخرطوم الذين قابلوا دخوله لقاعة المؤتمر بهتافي "الله أكبر" و"لا بديل للبشير"، إن "الاقتصاد وتأمين غذاء الناس هو التحدي الحقيقي الذي يواجهنا". وقالت الأممالمتحدة في حزيران (يونيو) الماضي، إن حوالى سبعة ملايين سوداني بحاجة الى مساعدات انسانية عاجلة. وارتدى غالبية اعضاء المؤتمر الزي التقليدي اي الجلابية والعمامة كما ارتدت النساء الثوب التقليدي. وأقر البشير بأن "الاقتصاد والنزاعات المسلحة جعلت الشعب متعباً"، مضيفاً أنه "واجهنا انفصال الجنوب الذي كان له أثر سلبي على الاقتصاد وتسبب في نقص الموارد" النفطية خصوصاً. ووصل البشير للسلطة في عام 1989 بانقلاب عسكري بدعم من الإسلاميين. وفي عهده أصبح جنوب السودان دولة مستقلة في صيف 2011، وأخذت الدولة الجديدة معها معظم إنتاج النفط البالغ 470 ألف برميل يومياً. وجدد حسن البشير في خطابه دعوته المجموعات المعارضة للمشاركة في الحوار الوطني الذي أعلن عنه في كانون الثاني (يناير) 2014 لحل مشكلات السودان السياسية والاقتصادية. وقال البشير إن "الحوار هو السبيل الوحيد لحل مشكلة المشاركة في السلطة". وفي حين تشارك بعض الأحزاب في عملية الحوار، فإن أحزاباً أخرى رفضته واضعة شروطاً، وهي "إطلاق سراح المعتقلين السياسين" و"توسيع الحريات العامة" و"وقف الحرب قبل الانخراط في العملية". وبين المجموعات الرافضة للحوار الجماعات المسلحة التي تقاتل في بعض مناطق السودان مثل دارفور. وتواجه حكومة البشير تمرداً مسلحاً في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وتزايداً في معدلات العنف في إقليم دارفور في غرب البلاد. وكرر البشير الدعوة للمجموعات المسلحة المتمردة للمشاركة في الحوار. وقال: "أدعو حملة السلاح للمشاركة في الحوار الوطني تحقيقاً للتراضي الوطني". واعتبرت إحدى الحركات المسلحة الرئيسية في دارفور وهي مجموعة "العدل والمساواة" أن "ترشيح البشير يؤكد ديكتاتوريته". ووفقاً للأمم المتحدة فإن 300 ألف شخص قتلوا، كما أُجبر مليونا شخص على الفرار من منازلهم منذ بدء الحرب في دارفور في 2003، عندما انتفضت مجموعات غير عربية على نظام البشير الذي يلقى خصوصاً دعم العرب في الشمال. وتؤكد الحكومة أن عدد القتلى في دارفور لم يتجاوز عشرة آلاف شخص. وحضر المؤتمر العام للحزب الحاكم وألقى كلمة القيادي الإسلامي حسن الترابي الذي كان وراء انقلاب البشير في 1989. وطرد الترابي من قيادة حزب المؤتمر الوطني بسبب النزاع على السلطة بعد الانقلاب بعشر سنوات. وأصبح الترابي (79 عاماً) أحد أشرس خصوم الرئيس بعدما استبعده الأخير من السلطة في 1999 وسجنه مرات عدة منذ ذلك الحين. والتقى البشير والترابي للمرة الأولى في آذار (مارس) الماضي منذ العام 1999. وانخرط حزب الترابي المؤتمر الشعبي في دعوة البشير للحوار الوطني.