استمرت تفاعلات مشاركة «حزب الله» في القتال الى جانب نظام الرئيس بشار الأسد والسيطرة على مدينة القصير في وسط البلاد وحشد قوات اضافية لمعركة كبيرة في الشمال. إذ قالت باريس ان الصراع وصل الى «منعطف» حفز «مشاورات» في شأن تسليح المعارضة وتجنيب مدينة حلب مصير القصير، في وقت وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس لوماً للأسد لتأخره في عملية الإصلاح الداخلي. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو ان الحرب في سورية وصلت الى «منعطف»، وأن الوضع يحفز على اجراء «مناقشات ومشاورات» حول تسليم المعارضة السورية ما تحتاج اليه من اسلحة، لافتاً إن المحادثات بين وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل ورئيس مجلس الأمن الوطني الأمير بندر بن سلطان أظهرت وجود قلق مشترك حيال النتائج المترتبة على سقوط مدينة القصير في أيدي الجيش النظامي السوري المدعوم من «حزب الله». وقال لاليو في مؤتمر صحافي: «ثمة نتائج تستخلص مما حصل في القصير ومما يرتسم في حلب» في الشمال. وأضاف «لقد وصلت الحرب في سورية الى منعطف. ما هي النتائج التي نستخلصها؟ وماذا نفعل في هذه الظروف لتعزيز المعارضة المسلحة السورية؟ انه نقاش نجريه مع شركائنا، مع الأميركيين، مع السعوديين والأتراك، وآخرين كثر. لا يمكن ان نترك المعارضة في الوضع الذي هي فيه». ومن المقرر ان يلتقي مسؤول فرنسي رئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس في تركيا السبت المقبل. وفي السياق نفسه، يزور وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ واشنطن اليوم لإجراء محادثات مع نظيره الأميركي جون كيري حول الموضوع السوري، علماً ان كيري ألغى زيارة الى منطقة الشرق الأوسط كي يشارك في استشارات تتعلق بكيفية الرد على سقوط القصير وانخراط «حزب الله» في القتال، مع معلومات عن اقتراب الرئيس باراك اوباما من اتخاذ قرار بشأن تسليح المعارضة المعتدلة. وقال بوتين في مقابلة مع تلفزيون «آر.تي» الرسمي الناطق بالإنكليزية: «الدولة كانت مستعدة لتغيير جاد وكان يتعين ان تستشعر القيادة (السورية) ذلك في حينه وتبدأ في إجراء التغيير. عندها ما كان سيجري ما جرى»، مجدداً إن موسكو لا تدافع عن الأسد. ولمح الى مسؤولية الغرب عن العنف الحاصل في العراق وليبيا وسورية ودول أخرى، متسائلاً «لماذا يحدث هذا؟ لأن أناساً بعينهم من الخارج يتصورون انه اذا شُكلت المنطقة كلها بأسلوب واحد يحبذه البعض ويسميه آخرون ديموقراطية، فعندها سيعم السلام والنظام. الأمر ليس كذلك على الإطلاق، وموسكو لا تدافع عن الأسد». في هذا الوقت، بدأت فيينا امس سحب قواتها التي كانت تعمل ضمن «القوات الدولية لفك الاشتباك» (اندوف) بين سورية وإسرائيل تنفيذاً لقرار الحكومة النمسوية. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع اندرياس شتروبل إن الدفعة الأولى التي تضم ما بين 60 و80 جندياً ستعود الى البلاد مساء الأربعاء. ويصل قوام القوة النمسوية إلى 380 جندياً من بين 1000 جندي تتألف منهم «اندوف». ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات عنيفة دارت عند أطراف قرية حطلة في ريف دير الزور بين مقاتلين من المعارضة وآخرين من الطائفة الشيعية موالين للنظام، لافتاً الى ان النظام «قام في الأسابيع الأخيرة بتسليح مئات المواطنين الذي تشيعوا في السنوات الماضية». وسيطرت الكتائب المقاتلة على المعهد الصناعي وعلى أبنية في حي الصناعة كانت تتمركز فيها قوات النظام في دير الزور. وفي حلب شمالاً، شنت طائرات غارات على أطراف مطار «منغ» العسكري بعد تقدم «الجيش الحر» فيه. وأسقط مقاتلو المعارضة طائرة مروحية في بلدة نبل التي تضم موالين من الطائفة الشيعية. وقال «المرصد السوري» ان مقاتلي المعارضة شنوا هجمات على مناطق مختلفة في إدلب في شمال غربي البلاد. وفي جنوب البلاد، تعرضت مناطق في حيي القابون وبرزة قرب دمشق لقصف بقذائف الهاون بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في بساتين برزة التي قصفتها الطائرات الحربية. وأفاد «المرصد» بأن 15 شخصاً قتلوا بانفجارين وقعا في قسم شرطة الانضباط وقربه في حي المرجة بوسط العاصمة، في وقت سقط 27 مقاتلاً من المعارضة في مكمن نصبته القوات النظامية في منطقة مرج السلطان في شرق دمشق.