أعلنت «منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة» (فاو)، أن «الأزمة السورية أثّرت في شكل كبير في حياة المزارعين اللبنانيين القاطنين في المناطق الريفية المجاورة لسورية وسبل عيشهم». ولفتت في بيان، إلى أن «الموارد شحيحة والتنافس عليها كبير». وحذّر الخبير في المنظمة شاذلي كيولي، من «تخلّي المزارعين عن أراضيهم وبيع ماشيتهم في حال لم يقدم المجتمع الدولي مزيداً من الدعم لهم». واعتبر في البيان أن الزراعة هي «العمود الفقري للاقتصاد في المناطق الريفية اللبنانية، لكن ارتفاع أسعار العلف والمدخلات الزراعية، بالتوازي مع تراجع التجارة عبر الحدود، يجبران المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة على أن يصبحوا عاطلين من العمل». واستناداً إلى تقويم سريع نشرته «فاو» أخيراً حول تأثير الأزمة السورية على الأمن الغذائي وسبل العيش في المجتمعات الزراعية في البلدان المجاورة لسورية، «أدى تراجع التجارة الثنائية بين سورية ولبنان مقروناً بتقلص التجارة من خلال سورية مع الأسواق المربحة مثل تركيا والخليج، إلى صعوبة كبيرة لدى المزارعين اللبنانيين للحفاظ على لقمة عيشهم». وأشارت المنظمة، إلى أن لاجئين سوريين كثراً «جلبوا معهم ماشيتهم إلى لبنان، لأنها الموجودات الزراعية الوحيدة التي يمكنهم نقلها». وقدّرت «عبور 12 ألف رأس ماعز الحدود من سورية إلى لبنان بدءاً من آذار (مارس) الماضي». ونبّهت إلى أن «ارتفاع العدد الكبير للماشية السورية في لبنان يزيد خطر الرعي الجائر في المساحات الخضراء وارتفاع أسعار العلف». ورصدت «انخفاض سعر الماشية بنسبة 60 في المئة، فضلاً عن خسارة المزارعين السوريين واللبنانيين الذين يعيشون في المناطق الحدودية، إمكان النفاذ إلى الإعانات على المدخلات الزراعية التي كانت متوافرة في سورية قبل الحرب». وطالبت «فاو»، بتأمين «الدعم الفوري لإعادة إنعاش الأمن الغذائي وسبل العيش المحلية في المناطق اللبنانية الأكثر تأثراً، وتشكل إعادة تأهيل قطاع الألبان في لبنان فرصة مهمة في هذا الإطار». ورأت أن الحليب ومشتقاته من «المكونات الأساسية في النظام الغذائي اليومي للشعب اللبناني، وتساهم الألبان والأجبان التقليدية في شكل كبير في الكمية المستهلكة من البروتين والمغذيات الدقيقة، وعلى رغم ذلك، يستورد لبنان نحو 60 في المئة من الألبان التي يستهلكها». وأكدت أن «مع توافر الدعم الضروري لقطاع الألبان، يمكن لبنان أن يصبح تقريباً في حال اكتفاء ذاتي في ما يخص الألبان». وطالبت «فاو» في «إطار خطة الاستجابة الإقليمية للأزمة السورية (RRP5) التي أطلقت في جنيف في السابع من حزيران (يونيو)، ب «الدعم لتوسيع نشاطاتها الحالية في لبنان في قطاع الألبان في إطار برنامج دعم للقطاع، لافتة إلى أن المشروع «سيعمل على إنشاء تعاونيات للمزارعين ومراكز لتجميع الحليب، ما يسمح للمزارعين بالاستفادة من مكاسب الزراعة». وحضّت المنظمة على «الدعم الفوري للاستفادة من إمكانات الزراعة في لبنان، ولإعطاء الفرصة للمزارعين اللبنانيين والسوريين للعمل معاً في مواجهة الأزمة».