حضرت الأميرة للا سلمى، عقيلة العاهل المغربي محمد السادس، حفلة افتتاح مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة في دورته التاسعة عشرة، التي تنظم في رعاية الملك تحت شعار «فاس الأندلسية». ويحتفل المهرجان الذي يستمر إلى 15 حزيران (يونيو) الجاري بالثقافة الأندلسية التي تمكنت على مدى ثمانية قرون من الجمع بين الثقافة الأمازيغية والعربية والآيبيرية والرومانية وغيرها. وشملت الحفلة الأولى عرضاً شعرياً وكوريغرافياً وموسيقياً حول الأندلس في عنوان «أدين بدين الحب» للمخرج أندريس ماران أحد أشهر فناني الفلامنكو في العالم. والعرض الذي شارك فيه 30 فناناً مستوحى من أشعار ابن عربي وأفكار ابن طفيل، وابن ميمون، وريمون لول. هكذا، «سيصبح باب المكنة (بوابة تاريخية) في فاس، كالباب الذهبي في اسطنبول، تلك المدينة الأسطورية التي جعل منها الإرث البيزنطي والعثماني ملتقى رمزياً بين الشرق والغرب المتوسطيين، كما ستكون هي باب الفردوس المتغنى به في الغوسبل الزنجي الوافد من مدينتي شيكاغو ولايدي سميث الواقعة في قلب جنوب أفريقيا الآهلة دوماً بالورع الروحاني»، وفق آلان فيبر المدير الفني للمهرجان. تنوع الايقاعات وعلاوة على المبررات التاريخية والثقافية الكامنة وراء اختيار موضوع هذه الدورة، فإن النسخة ال19 من المهرجان تَعد أيضاً ببلوغ تخوم شاسعة للأغنيات والإيقاعات التي خلفتها الثقافات العالمية منذ فجر التاريخ. كما يقدّم المنظمون برنامجاً غنياً بمشاركة فنانين من بلدان عدة، من بينها المغرب ومصر وتركيا وموريتانيا واليونان وإسبانيا والبرتغال وفرنساوالولاياتالمتحدةوجنوب أفريقيا والهند، سيقدمون عروضهم في أعرق فضاءات فاس الزاخرة بعبق التاريخ والامتداد الحضاري، وهي باب المكينة ودار المقري ودار عديل وساحة بوجلود وجنان السبيل ومتحف البطحاء ودار التازي وغيرها. وستتوالى سهرات يححيها فنانون كبار أمثال باتي سميث (الولاياتالمتحدة) وأصالة نصري (سورية) وبانديت شيام سوندار غوسوامي (الهند) وعائشة رضوان (المغرب - فرنسا) وروسيماري ستاندليودوم لا نينا (فرنسا) وأمينة العلوي (المغرب - إسبانيا)، إضافة إلى ليدي سميث شيكاغو كوسبل إكسبريانس (جنوب أفريقيا - الولاياتالمتحدة) وغيرها من الفرق الموسيقية العالمية. وتشارك مجموعة من التشكيليين المغاربة بمعرض جماعي في المهرجان، يضم 34 لوحة لكل من محمد العيشاتي ومحمد البلغيتي وإبراهيم لطفي وعبدالسلام العمراني وعمر البلغيثي ومصطفى الروماني وفاطمة أم هند. واختار الفنانون المنتمون إلى الحركة المغربية للتشكيليين «بلا حدود» شعار «فاس الأندلس» محوراً لمعرضهم الذي يساهمون به في نبض المغرب المنفتح والاستثنائي. وبموازاة المهرجان، سينظَم منتدى «روح من أجل العولمة» حول موضوع «الأندلسيات الجديدة: حلول محلية لفوضى عالمية». وتتمثل محاور هذا المنتدى في «الرهانات الجديدة للتنوع» و «هل من إمكانية لتمويل تضامني»، و «نحو براديغم اقتصادي جديد»، و «فاس الأندلسية: الثقافة سبيلاً للتنمية».