في المغرب يسير رمضان والموسيقى الاندلسية يدا بيد . فعلى مدى عقود كانت هذه الموسيقى القديمة التي جاء بها إلى المغرب المسلمون من الاندلس عام 1492 وكانت تبث أيضا من محطة الإذاعة المحلية بعد نشرة أخبار الظهيرة . لكن الناس كانوا يربطون بينها وبين القيلولة التي يستمتع بها بعض المغاربة بعد غداء ثقيل . ولكن الزمن تغير حاليا وأوشك هذا التقليد على الاختفاء من الإذاعة والتلفزيون . وأصبح عشاق هذه الموسيقى يستمعون إليها في منازلهم وسياراتهم وينتظرون شهر رمضان ليستمتعوا في حفلات مثل التي أقيمت يوم السبت 13"سبتمبر " على مسرح محمد الخامس بالرباط . وذكر عبد اللطيف نسيب المسناوي مدير مسرح محمد الخامس لرويترز ان الموسيقى الأندلسية يكون لها معنى خاص في شهر رمضان . وقال المسنواي " هي تنظيم سهرات أندلسية وتراثية في فن الملحون أو الطرب الأندلسي أو الغرناطي فهي على شكل دوري وربما برمجتها خلال شهر رمضان لكونها تتناسب مع طقوسه ..مع صوفيته ومع روحانيته ." يقول الخبراء إن الموسيقى الاندليسة المغربية هي الاقدم ولها اوثق الصلات بأرض الاندلس في جنوباسبانيا . وتعيش في بعض مدن بشمال المغرب طوائف بأكملها تعرف نفسها بأنها أندلسية وما زال العديد من الأسر فيها يحمل أسماء مثل دياز وتوريس ومدينا ومولينا وبوراس وبيرو وروندا وبانزي . ويرجع تاريخ بعض الفرق الموسيقية الاندلسية في مدن مثل فاس وطنجة وتطوان إلى عدة قرون . وتستخدم تلك الفرق آلات موسيقية عربية قديمة مثل الربابة والعود والناي مع الالات الوترية الاوروبية والات الإيقاع العربية . وقال المغني عبد السلام سفياني الذي ينحدر من اسرة معروفة بصلاتها بالموسيقى الاندلسية في مدينة سلا ان المغرب سعى للحفاظ على الموسيقى التقليدية بصفة رئيسية في فن المديح والسماع وهو نوع من الانشاد الديني . وذكر عبد السلام انه على الرغم من ان الموسيقى الأندلسية موجودة أيضا في الجزائر وتونس الا ان المغرب حافظ عليها وطورها بإضافة بعض التغيرات إليها في المديح والسماع . وكانت هذه الموسيقى في الماضي تنتقل بالسماع من جيل إلى آخر لكنها الآن تحفظ للاجيال القادمة على اسطوانات مدمجة . وينتمي معظم الجمهور الذي يتذوق الموسيقى الاندلسية إلى أواسط العمر . وربما لا يعجب الجيل الجديد بإيقاعاتها البطيئة المتكررة ولكن كبار فناني الموسيقى الأندلسية مثل محمد باجدوب يرون ان وسائل الإعلام ينبغي أن تفرد لها مساحة أكبر لتشجيع إقبال الشباب عليها . وذكر باجدوب انه لا موجب للقلق على مستقبل الموسيقى الأندلسية في المغرب . وربما لا تناسب الموسيقى الاندلسية كل الاذواق وربما تعتبر موسيقى للنخبة ولكنها عند المتذوقين للفن تمثل تراثا من فترة كان العرب خلالها في أزهى عصورهم في الاندلس لا في مجال الموسيقى فحسب بل في العلوم والعمارة والآداب أيضا .