تبدأ في واغادوغو مفاوضات بين السلطات المالية والمتمردين الطوارق، الذين يحتلون مدينة كيدال (شمال شرق) كانت مقررة الجمعة، لكنها ارجئت بسبب طلب تقدمت به باماكو في اللحظة الاخيرة. وقال مصدر قريب من الوساطة التي تتولاها بوركينا فاسو ان "المفاوضات ستبدأ غداً السبت". واوضح ان "الرئيس بليز كومباوري سيستقبل ممثلين للمجموعة الدولية ثم "يفتتح المفاوضات بين الافرقاء الماليين". وكان بدء المفاوضات ارجىء في وقت سابق بعدما طالبت باماكو في اللحظة الاخيرة، بأن تشارك فيها مجموعتان مسلحتان في كيدال، الامر الذي رفضه المتمردون الطوارق، الممثلون بالحركة الوطنية لتحرير ازواد والمجلس الاعلى من اجل وحدة ازواد. وكان الوفد المشترك للطوارق وصل بعد ظهر الجمعة الى القاعة الكبرى في القصر الرئاسي في بوركينا فاسو، الذي يستضيف المفاوضات. وبعد تاخير استمر ساعتين، وصل تييبيليه دراميه موفد باماكو الى شمال مالي الى واغادوغو ثم طلب لقاء الرئيس كومباوري وسيط دول غرب افريقيا. واوضح مصدر دبلوماسي ان دراميه حضر ليطلب من الوسطاء اشراك حركة ازواد العربية المسلحة وميليشيا غاندا كوي الموالية لباماكو في المفاوضات. وقال المصدر ان موفد باماكو يطالب بان تشارك هاتان المجموعتان في المفاوضات "كمجموعتين مسلحتين في الشمال"، متداركا انه في هذه الحال فان "الحركة الوطنية لتحرير ازواد والمجلس الاعلى سيغادران طاولة المفاوضات". ورفض رئيس بوركينا فاسو طلب مشاركتهما في المحادثات "كمجموعتين مسلحتين من الشمال" لان هذا سيعني اعلان حرب في نظر المتمردين الطوارق. لكن مصدرا دبلوماسيا قال انه سيلتقي ممثلي الحركتين. وتهدف هذه المفاوضات الى السماح باجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 تموز/يوليو في مالي في مدينة كيدال التي تسيطر عليها الحركة الوطنية لتحرير ازواد. وتسيطر الحركة الوطنية لتحرير ازواد على مدينة كيدال مهد الطوارق، منذ كانون الثاني/يناير بينما اعلن الجيش المالي عن عزمه استعادتها قبل الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 تموز/يولو في كافة انحاء مالي. وتأتي هذه المفاوضات بينما عزز جيش مالي الخميس مواقعه في انيفيس على بعد مئة كلم جنوب كيدال (شمال شرق مالي) غداة معارك طاحنة ضد المتمردين الطوارق من الحركة الوطنية لتحرير ازواد كما افادت فرانس برس مصادر عسكرية. وصرح الناطق باسم الجيش المالي اللفتنانت كولونيل سليمان مايغا "نعزز ونحصن مواقعنا في انيفيس في انتظار الظروف المواتية لمواصلة العملية" نحو مدينة كيدال. واكد مصدر عسكري اقليمي "منذ امس (الاربعاء) اصبحت كل منطقة انيفيس تحت سيطرة الجيش تماما" مؤكدا ان "الجنود الماليين الذين دخلوا انيفيس لم يغادروها في اتجاه كيدال". وفي باريس اعلن المتحدث باسم هيئة اركان الجيوش الفرنسية الكولونيل تييري بوركار ان "وحدة ارتباط" من 15 الى 20 عسكريا فرنسيا و"وحدة حماية"، اي ما مجموعه مئة رجل تقريبا، وصلوا مساء الاربعاء الى انيفيس واتخذوا موقعا على مقربة من القوة المالية. وسرعت عمليات الاعتقال والطرد التي قامت بها الحركة الوطنية لتحرير ازواد بحق عناصر من مجموعات السود في المدينة، واعتبرها النظام الانتقالي في باماكو "تطهيرا عرقيا"، قرار الجيش استئناف الهجوم على حركة تمرد الطوارق في المنطقة. وكانت الحكومة المالية اكدت في بيان مساء الاربعاء "استعدادها للحوار من اجل استعادة الوحدة الوطنية وسيادة البلاد". وكانت مجموعتا الطوارق المسلحتان اللتان تسيطران على كيدال في شمال شرق مالي حذرتا الخميس من انهما لن تلقيا السلاح قبل تسوية الازمة في شمال مالي، ورفضتا عرض فرنسا. وقالتا في بيان من واغادوغو انه لا الحركة الوطنية لتحرير ازواد ولا المجلس الاعلى لوحدة ازواد "سيلقيان سلاحهما قبل التسوية النهائية لوضع ازواد (الاسم الذي يطلقه المتمردون الطوارق على منطقة شمال مالي) ويحتفظان بحق الرد على اعتداءات الجيش المالي وميليشياته". نددت منظمتان دوليتان للدفاع عن حقوق الانسان، منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، الجمعة في تقريرين منفصلين بالجرائم والتجاوزات التي ارتكبها الجيش والمجموعات المسلحة في مالي منذ كانون الثاني/يناير. وفي ختام مهمة قامت بها اخيرا في مالي، اكدت منظمة العفو الدولية ان "مدنيين هم جزء من عشرات الاشخاص الذين قتلوا وتعرضوا للتعذيب والاختفاء بما في ذلك اثناء الاعتقال منذ اطلاق عملية تدخل الجيش الفرنسي قبل خمسة اشهر" ضد الجهاديين والمتمردين الطوارق الذين احتلوا شمال مالي في 2012.