انتهى المسلسل البرازيلي بعد عامين من التشويق والإثارة، ليلتحق نيمار بفريق أحلامه برشلونة، معلناً في حفلة توقيع عقده مع النادي الكاتالوني أنه اختار السعادة على المال، وفي ذلك رسالة غير مشفرة للقلعة البيضاء التي تصور أصحابها أن المال يأتي بالرجال، غير أن الجواب الذي سمعته وسمعه العالم من عصفور سانتوس النادر يحمل كثيراً من الصدق، إذ قال «السعادة فوق المال، وحين اخترت برشلونة كان هدفي أن ألعب إلى جانب أفضل اللاعبين في العالم، ميسي وإنييستا وتشافي، وأنا أقتفي آثار كبار نجوم البرازيل الذين لعبوا للبلاوغرانا»، وكان ذكياً عندما حوصر بسؤال مفخخ «هل قلت لأبيك إنك تفضل أن تلعب مباراة واحدة مع ميسي على أن تلعب مائة مباراة إلى جانب رونالدو»، ابتسم، وقال: «رونالدو لاعب كبير لا يختلف حوله اثنان، إنما جئتُ إلى برشلونة لأساعد ميسي في أن يبقى الأفضل في العالم»، وفي هذا إيثار حقيقي، إذ ليس هناك لاعب في العالم يضحي بموهبته وقدراته في أن يكون خادماً لغيره، وهو القادر على أن يكون اللاعب الأول لو أراد وهو لا يزال في ال20». المشكلة الآن هي في بيت الريال الذي صار أشبه بقلعة تتفكك لكنها لا تنهار، ولا يدري فلورونتينو بيريز إن كان قادراً على تجاوز محنة النادي الملكي هذه الضائقة بعد أن خرج من مولد الليغا بلا حمص، بعد أن أفرغ مورينيو الجعبة كاملة من دون أن يحرز لقباً واحداً، يحفظ به ماء الوجه، وذهب إلى حيث يشعر أنه سيكون ملكاً على المملكة، وصار البحث عن مدرب جديد للريال أعقد من إيجاد رئيس جديد للمعارضة السورية (..)، فلا أنشيلوتي ولا هاينكس ولا غيرهما أبان عن إشارة قوية في قيادة الأبيض الإسباني، فجاء الحديث من محيط النادي عن زيدان الذي لا يعرف أي كان، إن كان قادراً على أن يكون مدرباً ناجحاً مثل الديكة الفرنسية، دي شان وبلان وقبلهما تيغانا وبلاتيني، قد تكون ضربة حظ ترتفع معها أسهم زيدان والريال، أو أنه سيكون الكابوس المزمن. الريال ليس على ما يرام، فهذا رونالدو لا يفكر في التوقيع مرة أخرى، وهو يتعرض لقصف من مورينيو الذي كال إليه سيلاً من التهم، منها أنه يعتقد في نفسه «الفاهم في كل شيء»، وعيون الإيطاليين على هيغوايين وبن زيمة، وما خفيَ أعظم، لأن بيريز الذي وضع 100 مليون يورو على طاولة سانتوس لإغراء نيمار باللعب للريال، قابلتها رغبة صغير السامبا في أن يرضى ب50 مليون من برشلونة واللعب إلى جانب السحرة، على أن يأخذ ال100 فلا يعرف إن كان سينجح أم لا، وصار وجهة القلعة الظفر بغاريث بيل الذي فهم هو الآخر ورطة الريال، فصار يعمل على لي ذراع بيريز بما يدفعه للقبول بدفع أكبر مبلغ، قبل أن يختار فريقاً آخر في سوق مفتوحة. لا أحد يحسد الريال على ما هو فيه، لكنه على رغم ذلك يبقى من النوادي التي تتعرض لهزات عنيفة، فهو يمتلك قدرات مضادة للزلال، ويستطيع ترميم شروخ تصيب البيت، ويبقى الغريم الدائم لبرشلونة، ولو بالفريق البديل. [email protected]