تظاهر أمس آلاف الإسلاميين في القاهرة تلبية لدعوه تبنتها جماعة الإخوان المسلمين ل «نصرة القدس»، وكان لافتاً مشاركة وزير الثقافة المصري علاء عبدالعزيز الذي يواجه احتجاجات واسعة، وصلت إلى اقتحام مثقفين مكتبه والاعتصام في داخله، لكن عبدالعزيز تحدى الرافضين لاستمراره في منصبه، متعهداً ب «تحرير الثقافة مهما حدث»، كما شدد على «أننا لن نقبل أن يتم إقصاء أحد في مصر، وعلى الجميع أن يعلم أن مصر تسع الجميع من دون وصاية من أحد»، لتتعالى الهتافات المؤيدة له: «طهّر طهّر يا دكتور». كما أكد الوزير في كلمته أهمية ومحورية القضية الفلسطينية للمصريين ودعمهم للشعب الفلسطيني حتى استعادة حقوقه وأراضيه المحتلة. وكان نحو ثلاثة آلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم الإسلاميين تجمعوا أمام مسجد رابعة العدوية في ضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة)، ضمن ما سمي ب «اليوم العالمي للقدس»، قبل أن يتوجه المتظاهرون في مسيرات وصلت إلى ملعب القاهرة الرياضي، مؤكدين تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وحقه في استعادة أراضيه المحتلة، ورفضهم المحاولات الإسرائيلية لتهويد القدس. ورفع المتظاهرون أعلام مصر وفلسطين وماليزيا، وأعلام الأحزاب الإسلامية في مصر، مردِّدين هتافات «خيبر خيبر يا يهود .. جيش محمد هنا موجود»، و «على القدس رايحين شهداء بالملايين»، وهتافات مناهضة للنظام السوري ول «حزب الله» اللبناني. وقد انطلقت المسيرة من أمام مسجد رابعة العدوية في شمال القاهرة بعد أداء صلاة الجمعة، وبعد كلمة ألقاها وزير الثقافة علاء عبدالعزيز. وطغت قضية القدس على كلمات خطباء المساجد الرئيسية في مصر أمس، وقال وزير الأوقاف المصري الدكتور طلعت عفيفي، في خطبة في الجامع الأزهر، إن اليوم يواكب ذكرى احتلال إسرائيل للقدس، مشيراً إلى أن «الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم، ولكن الأيام دول، فاليوم لهم وغداً لنا». فيما قال خطيب مسجد الفتح، الشيخ أحمد العامري (فسلطيني الجنسية) إن الشريعة الإسلامية وعقيدتها ومنهجها وسنة حبيبها هي كالشمس التي لا تختفي أشعتها أبداً و «علينا التمسك بكل أنواع السنن النبوية للدفاع عن الشريعة الإسلامية في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي». في سياق متصل، قال الشيح حافظ سلامة زعيم المقاومة الشعبية في السويس إن العالم الإسلامي والعربي يحاط بمؤامرات إسرائيلية - أميركية، وتوجد اضطرابات يومية جديدة وانقسامات واختلاف في الآراء، وكان آخرها عندما أعلنت إثيوبيا تحويل نهر النيل إلى سد النهضة، و «فوجئنا بالرئيس محمد مرسي يستدعي رؤساء الأحزاب والنشطاء للتشاور حول بناء السد وكل واحد قال رأيه وكأنها جلسة ترفيهية وليس مواضيع تهم الأمن المائي المصري، ويقولون إنه لا بد من تدخل الجيش، والمصيبة الكبرى أن الجلسة مذاعة على الهواء وهم لا يعلمون، كما فوجئنا باعتذار الرئاسة لإثيوبيا بإذاعة هذا اللقاء مباشرة على الهواء».