واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – أبلغ الرئيس الأميركي باراك اوباما، شي جينبينغ، نائب الرئيس الصيني، «أهمية بناء علاقة قوية» بين البلدين، فيما شدد الأخير على ضرورة تعزيز التعاون، «خصوصاً في المجال العسكري». وهذا اللقاء الأولى بين أوباما وشي جينبينغ (58 سنة) الذي يُتوقع أن يخلف هو جينتاو في زعامة الحزب الشيوعي الصيني، في تشرين الاول (اكتوبر) 2012، ثم في رئاسة البلاد في آذار (مارس) 2013. وقال أوباما لشي: «ثمة أهمية حيوية لبناء علاقة قوية مع الصين». وفيما احتشد العشرات من المدافعين عن حقوق الانسان، امام البيت الابيض، قال اوباما: «بالنسبة الى مواضيع اساسية مثل حقوق الانسان، سنواصل التشديد على ما نعتقده مهماً، أي تجسيد تطلعات الجميع وحقوقهم». وردَّ شي ان بلاده «ستواصل اتخاذ تدابير ملموسة وفاعلة لإقرار العدالة الاجتماعية وتحقيق انسجام (بين المواطنين) وتحسين وضع حقوق الانسان في الصين». وشدد على ان بلاده «سجلت انجازات هائلة ومشهوداً لها في مجال حقوق الانسان في السنوات ال30 الماضية، منذ بدء الاصلاح والانفتاح»، مضيفاً: «طبعاً ثمة دوماً مجال للتحسين في هذا الملف». وزاد ان بلاده «مستعدة لإجراء حوار صريح وبنّاء لتبادل خبرات حقوق الانسان مع الولاياتالمتحدة وغيرها، على اساس المساواة والاحترام المتبادل». وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني، ان شي وجّه دعوة الى اوباما لزيارة الصين مجدداً. شي وبانيتا والتقى شي وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، الذي قال: «لنبني شراكة أساسها التعاون، من الضروري تحسين الثقة والتفاهم المشترك بين جيشينا. من مصلحة بلدينا العمل من اجل شفافية حقيقية في طريقة استراتيجية، وتحسين الثقة والتعاون بين الجانبين». أما نائب الرئيس الصيني، فاشار الى أنه جاء الى الولاياتالمتحدة «لتعميق ثقتنا المشتركة وتوسيع تعاوننا وتبادل الآراء، خصوصاً في المجال العسكري». وأُقيم استقبال خاص على شرف شي في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، إذ أُطلقت 19 طلقة مدفعية لدى استعراضه القوات، وهذا تشريف قلّما يُمنح للزوار البارزين الأجانب. وقبل وصوله الى واشنطن، قال شي لصحيفة «واشنطن بوست»: «في وقت تتطلع الشعوب الى السلام والاستقرار والتنمية، فإن إعطاء اهمية اكبر عن عمد لبرامج عسكرية ونشر مزيد من القوات وتعزيز تحالفات عسكرية، ليس حقاً ما تنشده معظم دول المنطقة». يأتي ذلك بعد إعلان اوباما نهاية 2011، ان بلاده ستعزّز وجودها العسكري في استراليا، في قرار اعتبرت بكين أنه يدل على «عقلية الحرب الباردة». كما أعرب شي عن أمله بألا يكون لهذه السنة الانتخابية في الولاياتالمتحدة، «تأثير مؤسف» على العلاقات بين البلدين، بعد بثّ دعايات تلفزيونية معادية للصين، خلال الحملة لانتخابات التجديد النصفي لمجلسي النواب والشيوخ، عام 2010. ولاية أيوا وتوجّه شي الى ولاية أيوا الريفية، حيث أمضى العام 1985، حين كان قيادياً شاباً في الحزب الشيوعي، فترة في مزرعة لتعلّم أساليب زراعة المحاصيل والاهتمام بالثروة الحيوانية، وذلك في محاولة لاكتساب أفكار جديدة، لتطبيقها في منطقته الزراعية شمال الصين. وأمضى شي يومين لدى عائلة دفورتشاك التي استعدت لاستقباله مجدداً، ولكن بوصفه نائباً للرئيس الصيني والزعيم المقبل للبلاد. وأعربت إليانور دفورتشاك (72 سنة) عن «ذهولها» لمجيء شي الى أيوا، على رغم جدول أعماله المثقل، مشيرة الى أن الأخير الذي كان في ال31 من العمر، كان هادئاً، وركّز على تعلّم ما استطاع في الولاية.