تمسك المعارضون للحكومة التركية، في اليوم السابع لاحتجاجاتهم في «ساحة تقسيم» وسط اسطنبول، بمطلب استقالة رجب طيب اردوغان الذي استبعد قبل ساعات من عودته أمس من جولته على شمال افريقيا، العدول عن مشروع تطوير حديقة «غازي بارك» الذي اطلق الاحتجاجات. وأعلن اعتقال 7 أجانب «شاركوا في العنف». ومع اظهار اردوغان الحزم، بتشديده على ان حزب «العدالة والتنمية» الذي يتزعمه «يملك 330 نائباً في البرلمان، ولن نسمح بتسلط الأقلية على الأكثرية»، تراجعت بورصة اسطنبول بنسبة ناهزت 5 في المئة. وقال رئيس الحكومة التركية، في مؤتمر صحافي في تونس مع نظيره علي العريض، ان «مخططات البناء تحترم التاريخ والثقافة والبيئة، وتحمي حقوق الغالبية وتحافظ على جمال اسطنبول». واتهم «متورطين بالإرهاب» ومنتسبين الى منظمة «الجبهة الثورية لتحرير الشعب» التي هاجمت السفارة الأميركية في أنقرة في شباط (فبراير) الماضي، بالمشاركة في اعمال العنف في تركيا، والتي أوقعت اول قتيل من رجال الشرطة، توفي أمس متأثراً بجروح أصيب بها اثر سقوط جسر قيد الإنشاء لدى ملاحقته متظاهرين في اضنة (جنوب). وأعلن اردوغان اعتقال سبعة اجانب شاركوا في العنف، وبدء التحقيق معهم «لمحاولة معرفة مَن هم، ومن اين جاؤوا، وماذا يريدون». وتحدث محامون في اسطنبول عن توقيف ثلاثة اجانب على الأقل، هم فرنسيتان احداهما طالبة في جامعة غلطة سراي، وقبرصي. وافادت صحيفة «ديلي راديكال» بأن أجهزة الأمن اعتقلت 13 أجنبياً، بينهم 4 أميركيين وبريطانيان وإيرانيان وفرنسيان وألماني، بتهمة التحريض على الاحتجاجات في اسطنبول. ومع استمرار التظاهرات، دعا حسين جيليك، نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية»، انصار الحزب الى الامتناع عن التوجه الى المطار لاستقبال اردوغان من اجل تفادي تصعيد التوتر. وقال: «لا يحتاج رئيس الوزراء الى دليل قوة». واللافت أن أنصاراً للحزب الحاكم اشتبكوا امس مع 25 شاباً تظاهروا ضد الحكومة في مدينة ريزي على البحر الأسود. وهم حاصروا المتظاهرين داخل مبنى، ما اضطر الشرطة الى اطلاق غاز مسيل للدموع لتفريقهم. ولم يعتذر أردوغان عن الحملة الضارية لرجال الأمن ضد المحتجين، والتي ادت الى مقتل 3 متظاهرين وجرح أكثر من 4 آلاف في أكثر من 10 مدن، ما زاد تحديهم لما يصفونه بأنه «تسلط أردوغان وحزبه ذي الجذور الإسلامية». وقال ناطق باسم قادة المحتجين: «تواصل السلطات المواجهة عبر استخدام العنف والضغط وقمع مطالب جرى التعبير عنها بطريقة سلمية وديموقراطية». وحمّل الروائي اورهان باموك الحائز جائزة «نوبل»، في مقال نشرته صحيفة «حرييت»، الحكومة مسؤولية الاضطرابات، مندداً بتجاهلها رأي الشعب في خططها لتطوير حديقة «غازي بارك». وكتب: «لا شك في ان هذه السياسة جزء من النهج السلطوي والقمعي للحكومة». كذلك اعلن عازف البيانو التركي المعروف فاضل ساي، دعمه المتظاهرين.