أطلق حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي مشروع «مليحة»، أحد أكبر المشاريع البيئية السياحية في الإمارات والمنطقة، والذي أعلن عنه للمرة الأولى أمس. وأطلق المشروع بالتعاون بين «هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير» (شروق) و «هيئة البيئة والمحميات الطبيعة وإدارة الآثار» في دائرة الثقافة والإعلام. وأوضح سلطان أن «التطوير المقصود لمثل هذه البيئة المتنوعة المهمة لا يعني تخريبها بكثرة الأبراج والمباني التي تشوه معالمها المتميزة، بل تطويرها بما يتناسب مع بيئتها وتوفير فرص عمل لأهلها تدربهم على التعامل الراقي مع البيئة ومكوناتها باعتبارها جزءاً من الرقي الذي يميز المجتمع». وأكد أنه بصدد إصدار مرسوم أميري يحدد بموجبه مساحات المشروع وتشريعات الحماية الخاصة بمكوناته. ويمتد المشروع على مساحة 25 ألف هكتار وسيتضمن منشآت ومرافق سياحية وترفيهية وسكنية، من بينها منتجعات وشاليهات ومطاعم ومقاهٍ ومركز للزوار، إضافة إلى مركبات مخصصة للجولات داخل المحميات الطبيعية. وأشار المدير التنفيذي ل «شروق» مروان بن جاسم السركال إلى «أكثر من 24 مشروعاً في الشارقة، ونحرص على إسعاد الناس بمشاريع جديدة فكان مشروع مليحة للسياحة البيئية، وهو المشروع الثالث بين شروق وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، بعد مشروعي كلباء للسياحة البيئية وجزيرة صير بو نعير». ولفت إلى أن «المشروع سينفد على مرحلتين، الأولى تتضمن إنشاء مركز الزوار الذي يضم مبنى في موقع مميز وقريب من مقبرة أم النار الأثرية، حيث ستتوافر فيه معلومات كاملة عن آثار وتاريخ المنطقة إضافة إلى استراحات ومقاهٍ للزوار، كما سيتم إعادة تأهيل الحياة البرية ضمن المشروع وتنظيم المواقع الأثرية، وتنظيم رحلات سياحية، ونأمل بأن تنتهي المرحلة الأولى نهاية عام 2014». وأوضح أن «المرحلة الثانية ستتضمن تطوير عدد من المرافق السياحية، منها منتجع سياحي وشاليهات ومطاعم ومقاه ومناطق للأنشطة والفعاليات». وأضاف السركال «سيضيف هذا المشروع الكثير لأهالي مليحة ولن يؤثر سلباً فيهم، كما سنعطي فرصة للمستثمرين للاستثمار في هذا المشروع بما يضمن تنشيط الحركة الاقتصادية». وأوضح أن «المشروع يتضمن صيانة المزارع المحيطة بالمنطقة المحمية، وتشجيع المحافظة على الإبل والمواشي الأخرى، وزراعة المحاصيل والاستفادة منها في إمداد المنتجعات والشاليهات والمطاعم التابعة للمشروع». وأعلنت رئيسة «هيئة البيئة والمحميات الطبيعية» هنا سيف السويدي أن «منطقة مليحة عبارة عن متحف جيولوجي مفتوح للزوار يضم حفريات تعود إلى ملايين السنين، وهناك خطة لإدارة هذا المشروع، إذ نسعى إلى تغيير فكرة أن المحمية هي مكان مغلق، فنحن لدينا مقومات وتنوع حيوي ومناظر خلابة، وهذا منتج جديد نطمح من خلاله إلى تعريف الجميع بأهمية التنوع البيئي والحفاظ عليه».