يركّز الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في زيارة دولة لليابان، على السياسة الاقتصادية التي هندسها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وهي تجمع بين دعم الإنفاق واستراتيجية النمو وتتمحور حول خفض الضوابط والتحرير، والتي ساهمت في إعادة الثقة إلى المستهلكين والمستثمرين اليابانيين. وتُعتبر زيارة هولاند، الذي يرافقه فيها وفد يضم 40 من أرباب العمل وسبعة وزراء، الأولى على هذا المستوى البروتوكولي، منذ زيارة الرئيس جاك شيراك عام 1996. وسيطلع هولاند من رئيس الوزراء الياباني، على تفاصيل سياسته الاقتصادية المعاكسة لسياسات التقشف المتبعة في أماكن أخرى في العالم. ونجحت هذه السياسة في إعادة الثقة إلى المستهلكين والمستثمرين اليابانيين، ولو كان نجاح هذا البرنامج الذي رحب به بعضهم وانتقده آخرون، غير مضمون على الأمد الطويل. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أعلن أن هذه الزيارة «ستفتح مجالاً واسعاً للشراكات الفرنسية - اليابانية في مجالات التعليم والثقافة والاقتصاد والطاقة». ويرافق وزير الخارجية هولاند في زيارته، إلى جانب الوزراء ارنو مونتبور (النهوض بالإنتاج) واوريلي فيليبيتي (الثقافة والاتصال)، وجنفييف فيورازو (التعليم العالي والابحاث)، وفلور بيليران (الاقتصاد الرقمي)، ودلفين باتو (البيئة) وغيوم غارو (الصناعات الغذائية). وأشار الاليزيه، إلى أن الرئيس الفرنسي «يريد إقامة شراكة عميقة ومثمرة جداً واستثنائية مع اليابان». ويُفترض أن يتفاهم البلدان على «خريطة طريق» عامة، تحدد الأولويات المشتركة للسنوات المقبلة، في إطار علاقة وصفها فابيوس ب «العميقة والودية». كما سيرسي البلدان أسس مزيد من التعاون في قطاع الطاقة، بهدف تسهيل الصادرات المشتركة للمعدات النووية ويتطلعان تحديداً إلى فيتنام واندونيسيا والأردن. وتتناسب هذه الرغبة مع العقد الذي يقضي ببناء أربعة مفاعلات نووية في تركيا، تنفّذها شركتا «أريفا» الفرنسية و «ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة» اليابانية، التي سيتحدث رئيسها أمام هولاند خلال لقاء مع صناعيين. وتُعدّ العلاقات بين البلدين قوية أصلاً، تعززها شراكات اقتصادية كبيرة، لكن تبقى محدودة جداً في بعض القطاعات. وكانت فرنسا ثالث مستثمر في اليابان عام 2011 حيث توظف 16 بليون يورو سنوياً، كما أن اليابان هي المستثمر الآسيوي الأول في فرنسا بتوظيفات في أكثر من 440 مشروعاً. وأشارت الصحف اليابانية، إلى محادثات تتصل بقضايا مرتبطة بقطاع الدفاع تحديداً صادرات مكونات للمعدات الحربية. وفي برنامج هولاند الذي يشمل المحادثات السياسية وإلقاء خطاب في البرلمان وآخر أمام رجال أعمال بين حفلي الاستقبال ولقاء الإمبراطور اكيهيتو، حضور عروض لأجهزة روبوت، ولقاء فنانين يابانيين من موسيقيين وسينمائيين وكتاب ورسامين، وشباناً يعملون بين فرنساواليابان.