نفى عبدالله الجديع وجود رجال دين في الإسلام، ولم يستنكر القول للمسيحي يا أخي، لأن فيها نوع من تأليف القلب وجانب إنساني، معتبراً أن أخوة الدين أخوة خاصة. وفي سؤال ل«الحياة» حول سر تأليفه في اللحية والأغاني رغم أنها ليست من جوهر الدين، رغم دلالتها الرمزية في السعودية على التدين، قال: «أنا لم أعتن بها كمؤلف وإنما كقضية، كنت أريد أن أوضح المنهج في البحث، كما لا ينبغي أن نجعل القضايا التي يتسع فيها الخلاف قضايا مفاصلة، إذ يحكم على المخالف بالفسق للأسف، وهذا خطير أن يوصم المخالف للرأي بذلك»، مبيناً أن قطعيات الدين هي التي تكون فيها مفاصلة لا القضايا الجزئية. وقال في تعليق له ل«الحياة» حول قلة المبيحين للغناء على مر العصور، وهل الأغاني حرمت لذاتها أم إذا صحبها مجون ودعوة للزنا: «ابتلينا على مر التاريخ بدعوى الإجماع، بمقتضى متابعة الأمور المشهورة وهي من ناحية علمية تحتاج إلى تحقيق، ومسألة الإجماع هي دعوى أكثر من كونها حقيقة». وتساءل لماذا يحصر العلم الشرعي في المذاهب الأربعة، واعتبر ذلك يحجر التجديد، وأن البقاء في الانتماء المذهبي لا ينمي العقل، وأضاف: «لا يمكن القول بأن الكل يرى الحرمة أو الكل يرى الجواز»، مفيداً أن تحريم الإسلام للموسيقى إذا كان يصحبها خمر وزنا، وإذا كانت تدعو لذلك، أما إن كانت الأغاني من الكلام المباح فهي مباحة. وحول حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «ليأتين أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» قال: «لابد من مراعاة السياق الذي أتى فيه، إذ حرمت المعازف لاجتماع الأمور الممنوعة» مؤكداً أن سند الحديث صحيح.