كشف المدير العام للمرور في السعودية اللواء فهد البشر، درس إدارة قراراً يقضي بتعميم المخالفة المرورية على البنوك والجامعات وكافة الجهات الحكومية، إذ سيتم ربط الحصول على ترقية أو التسجيل في الجامعات أو الاستفادة من الخدمات البنكية بعدم وجود مخالفات مرورية. وقال البشر في حديث مع «الحياة» إن النظام المروري الجديد وما احتواه من مخلفات جديدة يعد شأناً تشريعي بقرار من مجلس الوزراء وليس قرار إجرائي، مضيفاً أن تحديد فترة تسديد رسوم المخالفات بزمن معين قراراً مناسب. وأوضح أن جهازه يعمل حالياً على تنفيذ نظام رصد تقني جديد في جميع مناطق السعودية، «سيتم نشر عدد كبير من الكاميرات في الطرق داخل المدن وخارجها، وسترسل رسالة نصية للمخالف خلال دقيقة من ارتكابه المخالفة». كما أشار إلى عزم إدارة إنشاء غرف عمليات لإعطاء السائقين معلومات مسبقة عن حال الطرق داخل المدن وخارجها، وذلك لتغيير مسارهم أو الانتباه للطريق الذي. وأكد أن رجال المرور في الميدان ليسوا ملائكة، «هم يخطئون ويصيبون، والإدارة العامة للمرور جهة تنفيذية وليست تشريعية، والمحاكم هي الفاصل في هذا الأمر»، وقال إنه يحق لقائد المركبة المتضرر الطعن في المخالفة، «ومن ثم يبقى الرأي أولاً وأخيراً في ما يراه القاضي مناسباً بحق المخالف». ولفت البشر إلى وجود تنسيق مع وزارة التربية والتعليم لوضع آلية معينة يتم من خلالها تثقيف وتوعية طلاب المدارس بشكل عام بأهمية احترام الأنظمة المرورية. وفي ما يأتي نص الحوار: ألا ترى أن مهلة ال 30 يوماً لتسديد المخالفة المرورية في القانون الجديد قصيرة جداً، خصوصاً أنه بعد تلك المهلة يجبر قائد المركبة على التسديد بالحد الأعلى للمخالفة؟ - يجب أن يعرف الجميع بأن هذا الشأن هو تشريعي بقرار من مجلس الوزراء، وهو قرار غير إجرائي، ومن وجهة نظري أرى بأن هذه المهلة مناسبة وبالقدر الكافي، خصوصاً أن التعليمات المرورية داخل قسيمة المخالفة تحث المخالف وتنبهه على التسديد خلال تلك الفترة وإلا تعرض لمضاعفة المخالفة المرورية، فما الهدف من تأخير التسديد والتهرب منه. لكن قد تكون هناك ظروف مادية تجبر قائد المركبة المخالف على عدم التسديد إلا بأوقات محددة؟ - ما الذي يجعل قائد المركبة يرفض أو يؤجل دفع قيمة مخالفته المرورية، طالما هو من أقدم على مخالفة الأنظمة المرورية ولم يراعِ القانون أو المجتمع بشكل عام، لذلك هو يتحمل خطأه، ويستفيد منه حتى لا يقدم على تكراره. وعلى أي حال سيكون لهذا الأمر مردود إيجابي لمصلحة السلامة المرورية، خصوصاً بعد تطبيق للنظام التقني والرصد الآلي من طريق الكاميرات التي ستنتشر في جميع مدن المملكة وعلى الطرق السريعة من خلال طريق مشروع تقني شامل إلكتروني يعمل على بث رسائل عبر الجوال في أقل من دقيقة للمخالف. ما الذي سيأتي في النتائج الجيدة أولاً من وجهة نظرك: الحزم في تطبيق القانون أم الأسلوب التوعوي والإرشادي؟ - الاثنان معاً، فالكثيرون من قائدي المركبات ينقصهم الوعي في ما يخص احترام الأنظمة المرورية، وللأسف الشديد في السعودية يتوفى شخص كل ساعة ونصف الساعة بسبب الحوادث، إلى جانب حدوث إصابة أو إعاقة لشخص واحد كل ربع ساعة، وخلال الأعوام القليلة الماضية تسببت الحوادث في وفاة أكثر من 50 ألف شخص، وإصابة أكثر من ربع مليون شخص، وكل هذا وفق إحصاءات رسمية. لذا كان لا بد من الحزم في هذا الجانب من خلال إيجاد خطط ودراسات نسعى لتطبيقها على أرض الواقع لتحقيق المصلحة العام والمحافظة على الأرواح والممتلكات. هناك من يقول إن بعض رجال المرور قد يقعون في الظلم من طريق الخطأ من حيث تسجيل المخالفات ضد قائدي المركبات وهو نوع من الظلم غير المتعمد... هل يحق للسائق في هذه الحال الاعتراض والاحتجاج؟ - رجال المرور ليسوا ملائكة، بل بشر يخطئون ويصيبون، والإدارة العامة للمرور جهة تنفيذية وليست تشريعية، والمحاكم هي الفاصل في هذا الأمر، وستكون هناك لجان مرورية داخل المحاكم العامة في جميع مناطق السعودية، إذ سيتم جلب المخالف للمحكمة المرورية من أجل النظر في المخالفات، وعندها يحق لقائد المركبة إذ ما كان متضرراً الطعن في المخالفة، ومن ثم يبقى الرأي أولاً وأخيراً في ما يراه القاضي مناسباً بحق المخالف. متى سنرى فعلياً خدمة الطيران العمودي في الإدارة العامة للمرور؟ - في ما يخص الطيران العمودي في عمليات المرور، فإن وزارة الداخلية ستكون لها منظومة من خلالها تعمل على استخدام الطيران العمودي في الخدمة الأمنية والتي سيستفيد منها معظم قطاعات الدولة المهمة، وإدارة المرور بالطبع سيكون لها نصيب من هذه المنظومة قريباً بإذن الله. نظام «ساهر» المروري سيطبق بعد فترة في السعودية... ما مدى نسبة نجاح هذا النظام من وجهة نظرك؟ - النظام الجديد سيطبق بعد 6 أشهر في 11 منطقة في السعودية، وهو بلا شك يهدف إلى خفض تكاليف الخسائر المادية التي تتكبدها وتدفعها الحكومة سنوياً بسبب الحوادث المرورية، والتي بلغت أكثر 13 بليون ريال وفق الإحصاءات الرسمية الأخيرة. والنظام سيتضمن منظومات أمنية وضبطية، إضافة إلى إنشاء غرف عمليات لإعطاء السائقين معلومات مسبقة عن حال الطريق داخل المدن وخارجها، وذلك لتغيير مسارهم أو الانتباه للطريق. كيف تقوّم أداء المرور السري في الرياض وبقية المناطق في السعودية؟ - أرى المرور السري من أنجح المشاريع التي اتخذت من الإدارة العامة للمرور، إذ حقق نجاحاً كبيراً في المناطق الرئيسية كالرياضوجدة والدمام. والأهم انه أوجد كذلك هاجس الخوف الرقابي لدى قائدي المركبات من خلال الانضباط وأخذ الحيرة والحذر قبل أن يقدم على مخالفة الأنظمة المرورية. ولعلنا نصل في الوعي إلى أن يلوم المخالف نفسه عندما يتعدى على حريات الآخرين أو الخطأ في حق الطريق، ولذلك سيتم التوسع في هذا المشروع وتطويره نحو الأفضل، لأنه يمثل إحدى وسائل الضبط المروري التي تتم بشكل غير ظاهر للعيان. ما نتائج دراساتكم وتعاونكم الثنائي مع الجهات ذات العلاقة حول ما يخص إيجاد آلية مشتركة للتخفيف من الحوادث المرورية، وإدخال المفاهيم التوعوية لدى الشارع السعودي بشكل عام؟ - الإدارة العامة للمرور في السعودية تتعاون مع جميع الجهات، ومنها وزارات النقل، الصحة، التربية والتعليم، الإعلام من خلال غرس مفاهيم للنشء حول احترام القواعد المرورية، إضافة إلى جمعية الهلال الأحمر ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من خلال احتضانها للجنة التوصيات المؤتمر الأول والثاني للسلامة المرورية وتخرج منها قرارات جيدة. ومع قيام المجلس الأعلى للمرور ستتوج هذه الجهود، وسيكون هناك مراسيم سياسة واستراتيجية السلامة المرورية. هل لديكم اتجاه للتعاون مع وزارة التربية والتعليم بشأن الاستفادة من المناهج في بث رسائل إرشادية وتوعوية؟ - هذا الموضوع مهم جداً، إذ سعينا إلى التنسيق مع الجهات المعنية في ما يخص إدراج مادة تربوية تخص الأنظمة والإرشادات المروية لتوعية الأجيال القادمة بأهمية احترام الأنظمة المرورية، ويجري التنسيق والتشاور في هذا الأمر مع وزارة التربية والتعليم لوضع آلية معينة يتم من خلالها تثقيف وتوعية طلاب المدارس بشكل عام بأهمية احترام الأنظمة المرورية. متى تتوقع أن نسجل أرقاماً ايجابية في ما يخص احترام مبادئ الأنظمة المرورية في السعودية؟ - هناك دول أوروبية مثل السويد يضرب بها المثل من ناحية عدم تسجيل أي حالة وفاة جراء الحوادث المرورية، بحيث سجلت «الرقم صفر» في قتلى الحوادث المرورية خلال عام، من خلال تحسين النواحي الهندسية والتوعوية من أجل الوصول إلى الهدف المنشود واحترام الأنظمة المرورية، بينما في بلداننا العربية تستهلك البنية التحتية بتسجيل آلاف الوفيات والمصابين وخسارة بلايين الدولارات بسبب عدم احترام الأنظمة المرورية. ما جديد المرور في المرحلة المقبلة؟ - الإدارة العامة للمرور وبالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، ستمكن أي شخص من التأكد ذاتياً عن وجود إي مخالفات مرورية له، إضافة إلى يتم العمل على درس تعميم المخالفة المرورية على البنوك والجامعات وكذلك الجهات الحكومية، إذ سيتم ربط الحصول على ترقية أو التسجيل في الجامعات أو الاستفادة من الخدمات البنكية بعدم وجود مخالفات مرورية.