حذّر المتحدث الرسمي باسم هيئة الغذاء والدواء إدريس الدريس من الغش والتدليس الذي ينطلي على بعض الناس حول الأعشاب والمواد التي يدّعي بعض الرقاة القراءة فيها وتباع في محال العطارة. وأشار الدريس في تصريح ل «الحياة» إلى أن الغش اندرج تحت طائلة الرقية الشرعية حتى اختلط الحابل بالنابل. في المقابل، أكد مختص بالرقية الشرعية أن الكثير من خلطات الرقية تحوي علاج «البانادول» ومواد كيماوية أخرى لها مفعول وآثار جانبية ضارة. وأوضح الدكتور عبدالعزيز الزير في تصريح ل «الحياة»، أن استخدام أحمر «الشفاه» و«الكحل» التي يدّعي بعضهم القراءة عليها خطر، وأن هذا نوع جديد من التلاعب على النساء، لافتاً إلى أنه لا علاقة بين التداوي بالأعشاب والرقية الشرعية، فكل منهما له مختصون، إذ تحتاج هذه الأعشاب إلى باحثين لديهم علم في الطب البشري ليتم تحليلها ومعرفة النافع والضار للإنسان. وعن الأسماء التي تكتب على عبوات الخلطات لمشايخ، قال: «إنها أسماء ما أنزل الله بها من سلطان وهي أسماء لجذب الناس، وتلك الخلطات أنواع معينة يطحن فيها أعشاب (مسهلة) ليدعي أصحابها أنها تخرج الشياطين وتدفع البلاء، وحذّر الزير في حديثه من مدعي الرقية الشرعية الذين يتلاعبون بعواطف الناس، وأفصح عن الدراما التي تحدث في مجالسهم وتعاقدهم مع أشخاص يدفعون لهم بقصد التمثيل عند تلاوة القرآن أمامهم والسقوط على الأرض وإصدار أصوات حتى يعتقد مَن في المكان أن هذا الشيخ بيده حل العقد». وأضاف أن الضرب والصعق الكهربائي هي وسائل يستخدمها مدعي الرقية والخنق أحياناً، وأن معظم الحالات لا تعدو كونها حالات نفسية يستغلها المحتالون لجني الأرباح، لافتاً إلى وجوب توعية الناس في هذا الجانب، لعدم تشويه صورة أهل الدين الحقيقيين. من جانبه، نفى مدير مختبر الأدوية والأعشاب في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث محمد الطفيل، أن يكون لخلطات السدر والأملاح أي علاقة بالتشافي من الأمراض، بل يجب غسلها بعد مدة بسيطة من الجسم في حال استخدامها للأشخاص العاديين، وحذر من استخدامها للحامل والأطفال. كما حذر من الخلطات التي تشرب، إذ وُجد فيها مبيدات بنسب عالية تسبب تليف الكبد، وأنه يوجد في المستشفيات من تسببت الأعشاب في تعطل الكلى لديهم، لافتاً إلى أن هناك أعشاباً وصلت من دول مجاورة تحوي الرصاص والبكتيريا والجراثيم، إضافة إلى المركبات السامة والمواد التي تحوي الفطريات الضارة بامتياز، وتباع في الأسواق خلطات تعطي مفعول خفض الوزن، حوت مواد مخدرة تسبب الإدمان، ومواد أخرى تعطي مفعول وطاقة جنسية، بطحن «الفياغرا والسنافي والسيالس».