كشف جهاز الأمن والاستخبارات السوداني، أن متمردي دارفور انضموا إلى متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» في ولاية جنوب كردفان بدعم من دولة جنوب السودان لتصعيد المواجهات العسكرية، وتوعد بسحقهم، بينما تمسكت الخرطوم بموقف الرئيس عمر البشير الرافض معاودة التفاوض مع المتمردين الشماليين. ودفع مدير جهاز الأمن والاستخبارات الفريق محمد عطا عباس باتهامات جديدة في وجه حكومة جنوب السودان بدعم تحالف متمردي «الجبهة الثورية» من خلال إرسال قوة جديدة لمساندتهم ومدهم بالسلاح ل «خدمة الصهيونية والإمبريالية العالمية». وقال خلال مخاطبته احتفالاً لمناسبة عودة كتيبتين من جهاز الأمن من مناطق العمليات في ولاية جنوب كردفان: «نحن في جهاز الأمن جاهزون لمقابلتهم في المعركة الفاصلة بين المجاهدين من قوات جهاز الأمن والاستخبارات، والخونة». وأكد عباس رفع الجاهزية وسط منسوبي الجهاز استعداداً لتسيير مزيد من الكتائب إلى مناطق العمليات لمواجهة من سمّاهم «المتمردين والخونة والعملاء الذين درجوا على قتل الأبرياء من المواطنين خدمة للأجندة الأجنبية التي تعمل على عدم استقرار ونهضة البلاد». وأضاف أن قواته العائدة خاضت «ملاحم» وناورت في مساحات شاسعة من الأراضي في مناطق بوطة ولقاوة والإضية والفولة، ومناطق أخرى في جنوب كردفان، مما أتاح لسلاح الطيران ضرب المتمردين. وأشار عباس إلى أن قواته التي تحركت من الجبال الغربية في جنوب كردفان، خاضت معركة بمنطقة بوطة وأوقعت 30 قتيلاً في صفوف المتمردين، «ما أدخل الرعب في صفوفهم وأربك خططهم». وفي السياق ذاته، قال وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان، إن معركة استعادة منطقة ابوكرشولا من متمردي «الجبهة الثورية» الأسبوع الماضي استخدم فيها سلاح سوداني الصنع بنسبة 100 في المئة، وأعلن أن الفترة المقبلة ستشهد دخول أسلحة حديثة مصنّعة في السودان ساحات المعارك. وأكد بلال أن السلام لن يتحقق طالما أن كرامة الوطن تمس، وقطع بأن السلام سيُفرض بالقوة. وتابع: «نريد أن نفرض السلام الدائم ولا نريد أن نحارب إلى الأبد». واكد بلال أن الحرب التي دارت في أبوكرشولا رافقتها حرب أخرى من عناصر «الطابور الخامس» التي تولت بث إشاعات وحاولت دق إسفين بين الشعب وقواته المسلحة «لكن الجيش لم ينكسر». إلى ذلك، تحدثت «الحركة الشعبية - الشمال» عن اتصالات جدية بدأت بها الوساطة الأفريقية بغرض استئناف مفاوضات أديس أبابا لإنهاء النزاع في ولاية النيل الأزرق وجنوب كردفان الخميس المقبل، وأكدت استعدادها الكامل للمشاركة في الجولة مع الحكومة، لكن حزب المؤتمر الوطني الحاكم تمسك برفض الرئيس عمر البشير التفاوض مع المتمردين. وأعلن الأمين العام ل«الحركة الشعبية - الشمال» ياسر عرمان عن اتصال جرى مع كبير موظفي الآلية الأفريقية التي ستصدر دعوة لاستئناف المفاوضات في السادس من حزيران (يونيو) الجاري. وقال إن حركته أبدت استعدادها للوصول إلى وقف عدائيات إنساني يؤدي إلى إيصال الطعام لجميع المحتاجين. ووصف حديث قادة النظام عن رفض التفاوض بأنه يعمّق الكارثة الإنسانية، وقال إنه في الأساس موجه ضد المدنيين الذين «عاقبهم» النظام برفض إيصال الطعام لهم لمدة عامين و «هذه جريمة حرب لا تسقط بالتقادم». وأضاف عرمان أن النظام درج على التباكي في أوقات الحرب كما درج على رفض التفاوض ورفض كل العروض المقدمة له بوقف العدائيات، بما في ذلك ما قدمته «الجبهة الثورية» في اجتماعها الأخير من استعداد للتعاون في معالجة الوضع الإنساني في كل السودان. غير أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم أكد التزامه بما أعلنه البشير برفض التفاوض مع «الحركة الشعبية - الشمال»، وشدد على أنه سينتظر موقف الوساطة الأفريقية في هذا الصدد. وقال مسؤول الإعلام في الحزب الحاكم بالوكالة قبيس أحمد المصطفى، إنّ حزبه ملتزم موقف البشير في شأن التفاوض مع المتمردين، ولا يهمه حديث ياسر عرمان وسينتظر موقف الوساطة الأفريقية برئاسة ثابو مبيكي، ثم ينظرون في الأمر وقتها، وطالب رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بعزل مجموعة داخل حكومته قال إنها تتبنى دعم متمردي «الجبهة الثورية».