أعلنت "الهيئة العامة للثورة السورية"، التي تمثل شريحة واسعة من الناشطين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، انسحابها من الائتلاف السوري المعارض، موجهة إليه انتقادات حادة تشمل "العجز" والخضوع لتأثيرات خارجية والفساد المالي. وأكدت الهيئة في بيان على صفحتها على موقع "فيسبوك"، "انسحابها من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة"، مشددة على أن دعمها له "مرتبط بمدى مساهمة الحراك الثوري بشكل حقيقي وفعال في أداء دوره وفق مصلحة الثورة وضرورة إبعاد المتسلقين والمتنفذين" عن الائتلاف. ولفتت إلى أن قرارها نابع من الحرص "على مصالح الثورة التي خرجنا من أجلها، والالتزام بتطلعات شعبنا السوري العظيم"، وانتقدت "التوسعة الأخيرة للائتلاف"، مشيرةً إلى أن "الاتفاق كان على أن يكون للثوار في الداخل من يمثلهم من خلال منحهم ثلث مقاعد الائتلاف، وهذا لم يحدث حتى بعد توسعته في اجتماع اسطنبول الاخير أول من أمس". وكان الائتلاف أقر مساء الخميس، في ختام 8 أيام من الاجتماعات في اسطنبول، توسعة صفوفه ليضم إليها 51 عضواً جديداً، ليرتفع عدد أعضائه الإجمالي إلى 114 عضواً. كما انتقدت الهيئة "تلاعب الدول بهذا الائتلاف، وتسييره وفق مصالحها والدوس على دماء شعبنا وانقسام كتله لتعمل ضد بعضها البعض ووفق أجندات خارجية". واتهمت الهيئة الائتلاف ب"العجزعن مواكبة الثورة في الداخل السوري وتمثيلها تمثيلاً حقيقياً، والابتعاد عن مطالب الثورة الحقيقية، بل وتمييعها أحياناً بمبادرات لا ترقى إلى مستوى ما قدمه الشعب الثائر من تضحيات". واعتبرت أن "بعض أعضائه يهتمون بالظهور الإعلامي على حساب العمل السياسي"، محملة عدداً منهم مسؤولية "ضياع الأموال، التي سخرها بعض أعضاء الائتلاف لمصالحهم وأهوائهم الشخصية، في الوقت الذي يعاني أهلنا في الداخل والخارج من مرارة التشرد واللجوء والنقص في أبسط مقومات الحياة المعيشية".