أظهر استطلاع بريطاني للرأي أن غالبية البريطانيين تعارض تسليح المتمردين في سورية، عقب قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر الذي يفرضه على نقل الأسلحة إلى هذا البلد. ووجد الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «أوبنيوم» لصحيفة «أوبزرفر» البريطانية نشرت نتائجه أمس، أن 78 في المئة من البريطانيين يعتقدون أن جيش بلادهم منهك بعد مشاركته في حربي العراق وأفغانستان، في حين يرى أقل من ربعهم أن الحكومة يجب أن تزود المتمردين في سورية بالأسلحة. وذكر الاستطلاع أن 24 في المئة من البريطانيين فقط أيدوا تقديم أسلحة أو إمدادات عسكرية لجماعات المعارضة التي تقاتل قوات النظام السوري، فيما أيد 58 في المئة تقديم مساعدات إنسانية للمتضررين من الأزمة الدائرة في سورية منذ أكثر من عامين. وكان الاتحاد الأوروبي وافق الأسبوع الماضي على رفع الحظر على الأسلحة المفروض على سورية. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قال إن الحظر حرم المتمردين السوريين من حق الدفاع عن أنفسهم في مواجهة نيران مختلف أنواع الأسلحة المستخدمة ضدهم من قبل القوات الحكومية. وأضاف الاستطلاع أن 78 في المئة من البريطانيين يعتقدون أن بلادهم استنفدت طاقتها نتيجة المشاركة في حربي العراق وأفغانستان للتدخل في صراع جديد، ويرى 72 في المئة منهم أنها لم تعد قادرة على لعب دور قوة عسكرية كبرى. وأشار إلى أن 69 في المئة من البريطانيين يعتقدون أن بلادهم يجب أن تحصر تدخلاتها العسكرية في نطاق حماية أراضيها، وتقديم المساعدات الإنسانية في أوقات الأزمات. ووجد الاستطلاع أيضاً أن 60 في المئة من البريطانيين عارضوا تدخل بلادهم في العراق وأفغانستان وأيّده 30 في المئة منهم، فيما أيّد 46 في المئة إقامة حظر للطيران في ليبيا وعارض الخطوة 32 في المئة من البريطانيين. أما صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية فرأت «تغيراً ما في المجتمع الدولي بخصوص الموقف في سورية» ولفتت إلى أن «هذا التغير يتسع شيئاً فشيئاً»، مشيرة إلى قيام عضو الكونغرس الأميركي المرشح الرئاسي السابق جون ماكين بالسفر إلى تركيا ومنها إلى شمال سورية حيث اجتمع بقيادات من المسلحين المعارضين لنظام الأسد، ومطالبته بعد عودته بيومين بضرورة تسليح المعارضة السورية لإطاحة نظام الأسد. وعبرت الصحيفة عن موقف متشكك لدى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما من جدوى مؤتمر «جنيف - 2» للسلام في سورية. ونقلت عن مفاوض سابق في الإدارة الأميركية، وهو أرون دافيد، قوله «إن المؤتمر المزمع عقده في جنيف قد يسرع مما تخشاه الإدارة الأميركية حيث سيؤكد للجميع أنه لا مجال لحل سياسي». وذكرت الصحيفة أنه على رغم عدم وجود خطط حالياً لتدخل عسكري أميركي في سورية إلا أن خطط تسليح المعارضة لا تبدو البديل الأمثل لواشنطن وفق خبراء أميركيين يقولون إن واشنطن غير راضية عن معظم الفصائل السورية المقاتلة هناك باستثناء 25 في المئة فقط، مشيرة إلى أنه لهذا السبب لا تبدو واشنطن جادة حتى الآن في إمداد مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح لخشيتها من وصوله إلى أيدي المقاتلين الإسلاميين.