لم تضر هذه العملية الإجرامية الغادرة أحداً بقدر ما أضرت بالفئة الضالة نفسها وأبانت عوارها وكشفت ضعفها ووهنها وتخبطها وبعدها عن أبسط أبجديات المنطق والتفكير السليم. فالضربات المتلاحقة التي قادها الأمير المحبوب محمد بن نايف لم تدع لفلول هذا التنظيم فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الأوراق، فظهر عليه التخبط والعشوائية والإفلاس في التفكير والتصرف، فكان أن انتحر أحد أفراده بين يدي الأمير الذي سلمه الله لنا وللبلاد وللأمن. ربما يكون لتسامح الأمير وكريم خصاله دور في ما حدث، وربما يكون لسياسة الباب المفتوح وجعله موارباً لمن أراد العودة لجادة الصواب أيضاً دور في ما حدث، لكن الأكيد أن الشيطان سيطر على المخطط والمنفذ لهذه العملية الذي آثر الانتحار طريقاً يختم به حياته البائسة، جامعاً بينه وبين الخيانة والغدر لمن أعطاه الأمان وفتح له باب منزله واستضافه في شهر فضيل تقال فيه العثرات وتقبل في التوبة من رب غفور رحيم، فما أشرف الزمان، وما أقبح الفعل الجبان! أما أنت أيها الكريم فلم تدع لهم بداً من انتهاج هذه الأفعال القذرة الجبانة. فلم تقتصر حربك عليهم في ميدان المعركة وأرض الميدان، بل ذهبت أبعد من ذلك وقارعتهم الحجة بالحجة، ووظفت وجندت من أبناء هذا الوطن المعطاء من يقنع ويفند حجج رؤوسهم الضالة المضلة، فلم يعد لهم مجال للتفكير السليم، فبعد أن ظفرت بهم في ميدان المعركة، ها أنت تجندل أفكارهم، وتدحض حججهم الواحدة تلو الأخرى، فآثروا الغدر على الوفاء، والموت على الحياة، والخيانة على الشرف، والظلم على العدل. أما نحن يا أميرنا المحبوب فقد ازددنا إيماناً ويقيناً وعزيمة وتصميماً في المضي خلفكم تحت قيادتكم جنوداً متلاحمين لاستئصال شأفة الإرهاب واقتلاع جذوره باذلين النفس والنفيس، ونحن كما قلتم يا سيدي لن تزيدنا هذه المحاولة إلا تصميماً على استئصال الفئة الضالة. وختاماً فإننا نتوجه للبارئ جل وعلا شكراً وحمداً بنجاتكم من الغدر والخيانة.. راجين الله تعالى أن يديم عليكم نعمة الصحة والعافية وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه. مدير شرطة منطقة الرياض