أعلن وزير العدل التونسي نذير بن عمو (مستقل) الجمعة أن النيابة العامة في بلاده استأنفت حكماً قضائياً «مخففاً» صدر الثلثاء بحق 20 تونسياً متهمين بالمشاركة يوم 14 أيلول (سبتمبر) 2012 في هجوم استهدف السفارة والمدرسة الأميركيتين بالعاصمة تونس. وحكم قاض تونسي بسجن المتهمين عامين مع وقف التنفيذ، ما استدعى احتجاجاً من السفارة الأميركية في تونس التي اعتبرت في بيان نشرته الأربعاء أن الحكم «لا يتطابق على نحو ملائم مع جسامة وخطورة الخسائر والعنف اللذين حصلا يوم 14 أيلول 2012». وقال وزير العدل التونسي في مؤتمر صحافي إن النيابة العامة «التي تمثل الدولة التونسية» استأنفت الحكم القضائي «قبل صدور بيان السفارة الأميركية». ولفت إلى أن الحكم القضائي كان «مخففاً» و «مخالفاً للقانون» التونسي. وهاجم مئات من الإسلاميين مقر السفارة والمدرسة الأميركية يوم 14 أيلول 2012 احتجاجاً على فيلم مسيء للإسلام انتج في الولاياتالمتحدة. وأحرق هؤلاء وخربوا بشكل جزئي مبنى السفارة الأميركية والسيارات التي كانت في مرأبها كما أحرقوا وحطموا المدرسة الأميركية. وقتلت الشرطة 4 سلفيين وأصابت العشرات خلال تصديها للمهاجمين. على صعيد آخر، يُفترض أن تبدأ الأربعاء المقبل محاكمة ثلاث ناشطات أوروبيات من حركة «فيمن» تظاهرن عاريات الصدر تضامناً مع ناشطة تونسية معتقلة. وصرح محاميهن صهيب البحري إلى «فرانس برس» بأن الناشطات الثلاث وهن فرنسيتان وألمانية، «ستتم إحالتهن أمام محكمة الناحية في تونس في الخامس من حزيران (يونيو) الجاري (...) وستكون جلسة محاكمة عامة». وأعلنت القنصلية الفرنسية أن لديها المعلومات نفسها. وستحاكم الناشطات بتهم «الاعتداء على الأخلاق الحميدة وذلك بلفت النظر إلى فرصة لارتكاب فجور وذلك بكتابات والتجاهر بما ينافي الحياء» في قلب العاصمة التونسية. وتصل عقوبة هذه التهم إلى السجن ستة أشهر مع التنفيذ (البند 226 مكرر). وقالت زعيمة «فيمن» في باريس الأوكرانية اينا شفتشنكو إن الناشطات الثلاث هن الفرنسيتان بولين هيلييه ومرغريت شترن والألمانية جوزيفين مركمام. ونظّمت «فيمن» هذه التظاهرة تضامناً مع الناشطة التونسية أمينة السبوعي المعروفة باسم أمينة تيلر، والموقوفة منذ أن كتبت بمفردها كلمة «فيمن» في 19 أيار (مايو) على جدار مقبرة مجاورة لجامع عقبة بن نافع في القيروان (وسط)، وهو أول جامع في شمال أفريقيا. ودينت الفتاة أمينة (18 سنة) الخميس بغرامة لأنها كانت تحمل عبوة غاز مشل للحركة من دون ترخيص قانوني لكن تم تمديد احتجازها على ذمة التحقيق حيث تواجه تهم «التجاهر بفحش» و «تدنيس مقبرة».