قطفت إدارة نادي الاتحاد سريعاً ثمرة التجديد في عناصر الفريق الكروي وإحلال المواهب الشابة بدلاً من أسماء الخبرة التي أخذت فرصتها كاملة في المشاركة وقادت العميد لتحقيق سلسلة من الإنجازات والبطولات الذهبية في الأعوام الماضية، إذ بعثرت النمور الصغيرة كل شيء في كتيبة الليوث وأكلت الأخضر واليابس في ليلة التتويج التاريخية، وحققت أغلى الكؤوس في السعودية كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، بعد الانتصار على الشباب برباعية نارية في مقابل هدفين في كرنفال الختام للبطولة الغالية وللموسم الرياضي الكروي. وأبدعت «النمور الصغيرة» في تقديم ملحمة كروية من أعلى طراز تجلت فيها روعة الأداء ومتعة العطاء المقرونة بالروح القتالية والانضباط التكتيكي والسرعة العالية واللعب برتم واحد طيلة مجريات اللقاء، ما جعل الفريق يسيطر في شكل كبير على أحداث الشوط الثاني منذ بدايته وحتى نهايته ويحرز أربعة أهداف أشكالاً وألواناً، بدأها «شريان خط الهجوم» مختار فلاته ثم الفهد الأسمر فهد المولد قبل أن يضيف العائد بقوة نايف هزازي ليختتم الهنغاري ساندور مسلسل التسجيل بالهدف الرابع من كرة صاروخية لا تصد ولا ترد من خارج منطقة الجزاء كتبت أجمل نهاية لقصة الإبداع الصفراء. ولن تنسى جماهير العميد كوكبة الشبان الرائعة التي أضاءت سماء النادي في الأسابيع الفائتة، وقدمت دروساً مجانية لكل من يعارض سياسة التجديد في الأندية السعودية الأخرى، إذ تألقت وتوهجت في الميادين الخضراء وهزمت وصيف بطل كأس دوري زين السعودي فريق الهلال في الشرائع بثلاثة أهداف في مقابل هدفين، لتتأهل إلى الدور نصف النهائي ويأتي الدور هذه المرة على بطل دوري زين السعودي فريق الفتح الذي كسبه أبطال العميد ذهاباً بهدفين في مقابل لا شيء وإياباً برباعية قوية من دون رد، ليكمل مسيرته الذهبية في النهائي الحلم من أمام الشباب صاحب المركز الثالث في دوري زين السعودي والذي أخذ نصيبه من الطوفان الأصفر برباعية جديدة في مقابل هدفين ليحصد «الشبان الصغار» كأس الملك للأندية الأبطال عن كل جدارة واستحقاق. ولأن لكل منظومة عمل ناجحة أركان وأسس قامت عليها فالإنجاز الاتحادي ينسب في المقام الأول لإدارة النادي بقيادة الرئيس المهندس محمد الفائز ونائبه المحامي عادل جمجوم ولبقية أعضاء مجلس الإدارة، الذين اتخذوا واحداً من أصعب قرارات النادي في الأعوام الأخيرة بتسريح الكبار وإحلال العناصر الشابة بدلاً منها، إضافة إلى الدور الكبير الذي بذله المدرب الإسباني الشاب بينات وقدرته الكبيرة على اختيار التشكيل المناسب وقراءة المباريات في شكل مميز وإجراء التغييرات الناجحة، وأخيراً المواهب الشابة التي أبهرت النقاد والمتابعين وفي مقدمها المهاجم فهد المولد والظهير الطائر محمد قاسم والمبدع عبدالفتاح عسيري والحارس المتألق فواز القرني والصخرة الدفاعية أحمد عسيري والهداف الشاب عبدالرحمن الغامدي وشراحيلي والعمري والخيبري، الذين شكلوا مع عناصر الخبرة أسامة المولد وكريري والفريدي ونايف هزازي وأبوسبعان فريقاً رهيباً قهر اليأس وحطم كل أحلام وأماني الأندية الأخرى في تحقيق الكأس الغالية.