أكدت حركة «طالبان باكستان» مقتل الرجل الثاني في قيادتها ولي الرحمن محسود، في غارة شنتها طائرة بلا طيار على إقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب) أول من أمس، وأعلنت سحب عرضها لإجراء محادثات مع حكومة نواز شريف «لأنها مسؤولة أيضاً عن الهجوم»، كما صرح الناطق باسمها إحسان الله إحسان. ويؤكد ذلك أجواء عدم الثقة بين السلطات و «طالبان باكستان»، على رغم تنديد إسلام آباد بالغارات التي «تنتهك سيادة البلاد، وتؤدي إلى نتائج عكسية باعتبار أن مقاتلي القبائل قد ينفذون عمليات تعكر الأمن والاستقرار». وفيما رفض حزب «الرابطة الإسلامية» بزعامة شريف الفائز بالانتخابات التي أجريت في 11 الشهر الجاري التعليق على مقتل ولي الرحمن، وكذلك حزب «حركة الإنصاف» بزعامة عمران خان الذي سيشكل حكومة إقليم خيبر بختون خوا القبلي، لفت امتناع الحزبين عن دعم الحوار مع «طالبان باكستان». وقال راجا ظفر الحق، نائب شريف في «الرابطة الإسلامية»: «لم نشكل الحكومة حتى الآن أو لجنة للحوار مع الحركة، والذي لا بدّ أن يحصل بالتنسيق مع كل أجهرة الدولة ومؤسساتها، ما يخدم استقرار باكستان وسلامتها»، ما يشير إلى أن حكومة شريف يجب أن تتخذ قراراً أحادياً ببدء الحوار مع «طالبان باكستان». ويبدو أن الحكومة المقبلة تواجه أزمة في إطلاق حوار مع «طالبان باكستان»، إذ رفع مناوئ لشريف دعوى أمام المحكمة العليا بإسلام آباد لمطالبتها بمنع الحكومة من التفاوض مع الحركة، بحجة «شنها هجمات على المدن، وخروجها على القانون، وعدم اعترافها بالدستور، كما أنها منظمة إرهابية يمنع الدستور والقانون التعامل معها». وكشفت مصادر أمنية أن ولي الرحمن دعم التيار المنادي بالحوار مع الحكومة في «طالبان باكستان»، ووقف عمليات الحركة في المدن، ما أجج الخلاف بينه وبين زعيم الحركة حكيم الله محسود، المتمسك بمواصلة الهجمات على الحكومة، ما حتم مغادرة ولي الرحمن إقليم جنوب وزيرستان. ولم تستبعد هذه المصادر تسبب هذه الخلافات في الوشاية بمكان ولي الرحمن الذي استهدفته طائرة أميركية بلا طيار، وكذلك اختيار نائبه خان سعيد خلفاً له في منصب الرجل الثاني في الحركة، مع التركيز على أن سعيد «شارك في تخطيط هجوم استهدف قاعدة لسلاح البحرية في كراتشي (جنوب) العام الماضي، حين سقط 18 قتيلاً، إضافة إلى هروب جماعي شمل 400 متشدد من سجن». وقال عضو في «طالبان باكستان»: «حصل توافق تام على اختيار سعيد». على صعيد آخر، قتل 17 مسلحاً على الأقل وجرح آخرون لدى قصف القوات الحكومية 4 مخابئ لمتشددين وسط منطقة كرّم القبلية (شمال غرب).