طلب أمس النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي من النائب العام الاستئنافي في الشمال القاضي عمر حمزة تسطير استنابات قضائية تأكيدية إلى الأجهزة المختصة من أجل تزويده بالتسجيلات التي قد تشكل إساءة للسلم الأهلي في طرابلس تمهيداً للاطلاع عليها واتخاذ الموقف المناسب في شأنها، على خلفية الاشتباكات العنيفة التي استمرت أسبوعاً بين باب التبانة وجبل محسن، وسقط بنتيجتها عشرات القتلى والجرحى. ووسط الهدوء الذي ساد المدينة سجلت انتكاسة محدودة إذ سمعت رشقات نارية في محور البقار واشتبه بحقيبة مرمية في محيط مستديرة مستشفى السلام في طرابلس. وتبين بعد كشف الخبير العسكري أنها خالية من المتفجرات. ونفذ الجيش انتشاراً أمنياً في منطقة التل بعد ورود معلومات عن محاولة مجموعة مسلحة الاعتداء على أصحاب محال تجارية وشبان من الطائفة العلوية. وشدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال لقائه قائد الجيش العماد جان قهوجي في السراي الكبيرة على «أهمية مضي الجيش في ضبط الوضع في طرابلس عبر استكمال اجراءاته الميدانية، خصوصاً في مناطق التوترات الامنية». ودعا «جميع أبناء طرابلس الى دعم مهمة الجيش الذي يعمل بمناقبية ويقدم التضحيات من اجل حفظ لبنان ووحدة جميع اللبنانيين»، معتبراً أن «محاولة بعضهم إدخال الجيش في الصراع الدائر في المدينة وشن الحملات عليه لن تنجح في ثني الجيش عن متابعة تنفيذ الخطة التي وضعها لحفظ الامن وحماية طرابلس وأبنائها». وقال ميقاتي وفق بيان مكتبه الاعلامي انه «مهما بلغت التضحيات التي يقدمها الجيش، فإنه يثبت كل مرة أنه ملاذ جميع اللبنانيين وخط الدفاع الرئيسي عن وحدة لبنان ودولته وشعبه». وعلى صعيد التحرك المدني الذي تصر عليه فاعليات المدينة لتجنيب طرابلس أي انتكاسة أمنية جديدة، وبعد حملة التبرع بالدم وجمع مفاتيح متاجر المدينة لتسليمها إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، نظمت الجمعيات والنقابات الشمالية وهيئات المجتمع المدني مسيرة عصراً أصرت خلالها على عدم مشاركة السياسيين فيها، وخصصت لإطلاق صرخة ضد الاقتتال. وكان وزير الداخلية مروان شربل توقف عند «الخطاب المتشنج لدى السياسيين»، وتمنى «أن يقف الجميع إلى جانب الجيش». وقال لمحطة «المنار»: «إن بعض المسلحين في طرابلس أصبح أقوى من السياسيين الذين يدعمونهم»، ولفت إلى أن «أداء اللواء أشرف ريفي أثناء الخدمة كان أداء جيداً جداً، ولا علاقة لنا بالتصريحات التي يطلقها بعد خروجه من مؤسسة قوى الأمن الداخلي»، لافتاً إلى أن ريفي «يؤدي دوراً مهماً من أجل التهدئة في طرابلس».