يسرد الشاعر مازن اليحيا ملمحا من ذكرياته عن الرياض قبل 40 عاماً، فيقول: «بعد عام ونيف على وصولنا إلى الرياض، تركنا شقتنا القريبة من مقبرة العود، وشارعي الثميري والوزير. كان الشارعان، عام 1969-1970 من القرن الماضي، يغصان بألوان البشر. على ما أذكر الأوروبية الشقراء التي لا بد من أن تلقاها تتمشى كلما أخذك أبواك لشراء حذاء، أو صندل، بتنورتها ال«ميني جوب» والشعر الأصفر الذهبي؟ ليست المرأة نفسها، لكنها دوماً المرأة ذاتها، كلما أخذك أبواك إلى الثميري والوزير». ويروي الباحث محمد القشعمي عن دخنة قبل 60 عاماً، فيقول: وقفت السيارة في نهاية شارع الثميري في زاوية الصفاة الشرقية والجنوبية بقرب باب كبير ذي ضلفتين يسمى «الصفاقات» وهو المؤدي جنوباً نحو حي «دخنة» حيث يسكن والدي وبقية طلبة العلم بمساكنهم المسماة «بيوت الإخوان» و«الرباط» ومسجد الشيخ محمد بن إبراهيم المفتي، حيث حلقات طلبة العلم مع معلميهم. نزلنا من السيارة واتجهنا جنوباً في شارع ضيق لا يتسع إلا للمشاة وللماشية، إذ لا يمكن أن تدخلها السيارة مهما صغرت. حمل خالي «بقشة» الملابس، وحملت والدتي صرة «الزوارة» من قرص «كليجا» أو حب القرع وغيره». ويكتب أيضاً الروائي يوسف المحيميد عن عليشة: زهرة الأحياء القديمة» فيقول: «ماذا يعني أن يفصل شارع، من أكثر شوارع رياض السبعينات شهرة، هو شارع العصارات، بين حيين، حي عليشة غرب هذا الشارع، وحي أم سليم في الجانب الشرقي منه؟ وأن أسكن في منزل على بعد خطوات من هذا الشارع، فأتنفس هواء الشجر العالي في عليشة، وتحلق روحي من أبواب المنازل الواطئة، المنتشرة على الطريق المؤدي إلى ابتدائية الجاحظ قرب دوار أم سليم؟ هذه الأسئلة جعلتني أعيش ضمن هذا المثلث المتناقض، عليشة المنزل الإسمنتي الكبير، أم سليم المدرسة الابتدائية الأولى، والشميسي بيوت الأقارب».