لم يكن سكان قرية «الفراش» جنوبالطائف، يعلمون أن قريتهم ستخرج من رحمها، ابناً يخلد اسمه في أعلى درجات الكرامة، والفخر والبطولة، رجلاً يغبط على ما قدر يحسبه ذووه، وأبناء وطنه، على شهادة في سبيل أمنهم وأمانهم. فرغم رحيل الشهيد عبدالمغني الثبيتي عن الدنيا أخيراً، إلا أنه ترك لأبنائه من بعده إرثاً لا يقدر بثمن، واسماً خلد في ذاكرة التاريخ، بعد أن رحل ضحية براثن الفكر الضال، والأيدي النجسة، التي لا تزال تشوه صورة الإسلام بارتدائها إزاره طمعاً في تحقيق مآربها. وبرحيل الشهيد الثبيتي، حفر اسمه ضمن قائمة الشرف لشهداء الواجب عن الدنيا يوم الخميس الماضي، لتكون الشهادة في سبيل الوطن، أعلى درجات التكريم والوفاء دون حياض بلاده. ويستشهد أحد أعيان قبيلته عبدالعزيز البراق، ببيت المتنيي «عِشْ عزيزاً أو مت وأنت كريم... بين طعن القنا وخفق البنود»، وذلك عند حديثه عن شهيد قرية الفراش بالطائف عبدالمغني الثبيتي، الذي رأى أنه عاش عيشة عزيزة، واستشهد بكرم الدفاع عن وطنه. ويرى عبدالعزيز البراق أن الشهيد عبدالمغني يشهد له بالدين والصلاح في سيرته بين أفراد قبيلته ومجتمعه، وأن عمره العقلي أكثر من عمره الزمني، وأضاف «شهادته فخر لأبناء قبيلته، ولوطنه كافة». ولأن لا جزاء للإحسان إلا بمثله، كافأت وزارة الداخلية، ابنها الشهيد ببناء مسجد يحمل اسمه في قريته التي احتضنته أعواماً عدة، لكي لا ينقطع عمله الخير، ولكي يكون أجراً له في الدنيا بعد رحيله، إضافة إلى بناء مسكن لأسرته، وتوظيف زوجته، وسداد جميع المستحقات المالية التي عليه. وكانت مواراة الشهيد عبدالمغني الثبيتي يوم الجمعة الماضي، في مشهد مهيب من مسجد عبدالله بن العباس في الطائف، وتم دفنه في مقبرة قريته، بعد أن لقي مصرعه على يد موقوف من «الفئة الضالة» في سجن المباحث العامة بمحافظة الطائف فجر الخميس الماضي. «الحياة» حاولت التواصل مع عدد من أخوة الشهيد وأقربائه، الذين فضلوا عدم الحديث عن الشهيد خلال الفترة الحالية.