لم تتوقف دموع أم عبدالله مع قرب حلول موعد تسليم إيجار منزلها، البالغ 14 ألف في العام، مؤكدة أنها أصبحت «أسيرة الهموم»، وتبحث عن «بارقة أمل» تؤمن سكناً لها ولأبنائها السبعة. وكلما اقترب موعد الدفع، زاد حزنها على وضعها المادي. وتقول أم عبدالله (مُطلقة): «طرقت باب مركز المزروعية التابع لجمعية البر في الأحساء مرات عدة، طالبة مساعدتي في دفع الإيجار، ولكن من دون جدوى، ولم أعرف السبب حتى هذه اللحظة». لكنها تقر بأنها تسلمت منهم «قسيمة مشتريات لمواد غذائية قبل دخول شهر رمضان الماضي بمبلغ 400 ريال فقط». وتناشد أم عبدالله المسؤولين عن توزيع المنازل، أن يكون لها نصيب من هذه المنازل، التي سمعت أن الأولوية فيها للمطلقات والأرامل والأيتام، متسائلة: «هل نحن ممن سيشملهم التوزيع؟ وأسأل الله أن يفك كربتي المتمثلة في تراكم الديون». كما تتمنى «الحصول على وظيفة مناسبة، تساعدني في تخطي مصاعب الحياة، والمسؤولية الكبيرة المُلقاة على عاتقي. فكلما نظرت إلى أبنائي أتألم من الحسرة على مستقبلهم ودراستهم. وكلما جاء موعد الإيجار تزداد الهموم والتفكير في كيفية دفعه. فليس لدي دخل سوى مبلغ الضمان الاجتماعي، وهو بالكاد يسد رمق أبنائي، بل إنني اقترض مبلغاً إضافياً على هذا المبلغ، لسداد الإيجار، وشراء مستلزمات المنزل لأبنائي». وتشعر أم عبدالله بالحيرة في الأعياد والمواسم، خصوصاً مع بدء الدراسة، «كيف سأشتري لهم ملابس العيد، ومستلزمات المدارس؟»، مضيفة «ذهبت إلى عدد من المدارس الخاصة والعامة، ورياض الأطفال والجمعيات الخيرية، للبحث عن وظيفة تساعدني في دفع الإيجار، وشراء المواد الغذائية، ومستلزمات رمضان، الذي شارف على الاقتراب والعيد، ولكن من دون جدوى». وتؤكد أن أبناءها «لم يستطيعوا شراء ملابس العيد العام الماضي، حتى ما قبل العيد بيومين. حينما تصدق علينا أحد رجال الأعمال بمبلغ لشراء الملابس. وكم كانت فرحة أبنائي كبيرة بتلك الملابس، وبكيت كثيراً حينما شاهدت الابتسامة تعلو محياهم، لأن الأم تريد كل شيء لأبنائها، حتى لو لم تشتر لنفسها وتأكل. ولكن هؤلاء الأطفال حينما يشاهدون غيرهم يتفطر قلبي من الألم، وهم يتمنون ما لديهم». وتضيف أم عبدالله أنه «في كل عام يزيد إيجار المنزل. فالإيجارات في ارتفاع متزايد. وكل شيء كذلك. فيما تمر علينا أيام لا نجد فيها كسرة خبز في منزلنا، وننام على الجوع، فيما لم يتبق في المنزل إلا القليل من المعدات، بعد أن قمت ببيع الجزء الأكبر منها. وذهب قليل كان في حوزتي، لتأمين المواد الغذائية لهؤلاء الأبناء، خوفاً عليهم من الضياع».