إسلام آباد، بيشاور – رويترز، أ ف ب - فرضت باكستان ستاراً من السرية على إجراءات المحاكمة أمس في قضية ضد خمسة متشددين متهمين بالتخطيط لهجمات على مدينة بومباي الهندية، قتل فيها 166 شخصاً في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وتطالب الهند بأن تتخذ باكستان إجراء قوياً لجعل قادة «جماعة عسكر طيبة» التي تتهمهم بمسؤوليتهم عن الهجمات، يمثلون أمام العدالة. ورفضت استئناف عملية السلام التي علقت بعد أيام من الهجوم. وانعقدت المحكمة في غرفة في سجن ببلدة روالبندي قرب إسلام آباد، وأعطي المحامون تعليمات بعدم مناقشة القضية. وقال أحد المحامين، رفض كشف اسمه، للصحافيين فيما كان يغادر السجن «جلسة اليوم (أمس) انتهت لكن لا يمكننا اطلاعكم على التفاصيل. لقد منعنا من ذلك». وأذاع تلفزيون «دون» الإخباري الخاص أن المحامين رفضوا حتى الإفصاح عن موعد الجلسة الثانية. وبث تقريراً مستشهداً «بمقتطفات» من أمر سابق لقاضي المحكمة أن إجراء المحاكمة في غرفة بالسجن يهدف الى حماية القاضي والمحامين والشهود ووضع «مصلحة الأمن القومي» في الاعتبار. ويعتبر منتقدون أن السرية أثارت شكوكاً في أن وكالة الاستخبارات الباكستانية لا تريد أن تكشف على الملأ علاقاتها بالمتشددين. والمشبوهون الذين يحاكمون في سجن أديالا هم: زكي الرحمن وهو قيادي في «عسكر طيبة»، وحماد أمين وعبد الواجد المعروف باسم بزرار شاه، ومظهر إقبال المعروف بأبي القامة وشهيد جميل رياض. وتضغط الهند على باكستان أيضاً لمحاكمة مؤسس عسكر طيبة حافظ سعيد، باعتباره العقل المدبر لهجمات بومباي. وأعلنت وفرت لباكستان ما يكفي من الأدلة لمحاكمته. لكن إسلام آباد تقول إن الأدلة غير كافية. على صعيد آخر، قتل ستة مسلحين كانوا يتدربون على الهجمات الانتحارية في شمال غربي باكستان في غارات جوية للجيش دمرت معسكرهم، كما أكد الجيش الباكستاني في بيان صادر عنه ليل الجمعة – السبت. وأوضح الجيش أن «ستة على الأقل من المتدربين على العمليات الانتحارية قتلوا في غارة للمروحيات في منطقة تستخدم كقاعدة إنطلاق للهجمات الانتحارية» في وادي سوات (شمال غرب). وأكد مصدر عسكري رسمي في مينغورا، كبرى مدن وادي سوات التي تبعد 20 كلم من المكان الذي استهدفه القصف، نبأ الغارة على منطقة مانغلتان ومقتل الانتحاريين الستة، مشيراً أيضاً الى جرح عدد كبير من المتمردين. وكانت باكستان أعلنت أنها «نظفت» وادي سوات من المتطرفين الإسلاميين في الهجوم الواسع النطاق الذي شنته في المنطقة بعد تنامي سيطرة حركة «طالبان» عليها.