قرر وزراء الخارجية الاوروبيون مساء امس الاثنين في بروكسل رفع الحظر المفروض على الاسلحة للمقاتلين السوريين المعارضين، مع استمرار تطبيق بقية العقوبات التي فرضت منذ عامين على النظام السوري. وينسجم هذا القرار مع رغبة بريطانيا وفرنسا، البلدين الوحيدين في الاتحاد الاوروبي اللذين يطالبان منذ اشهر عدة بامكان تسليح المعارضين السوريين المعتدلين. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اثر الاجتماع منتصف ليل الاثنين الثلاثاء "هذا المساء، قرر الاتحاد الاوروبي وضع حد للحظر على الاسلحة للمعارضة السورية وابقاء العقوبات الاخرى بحق النظام السوري". واضاف "تلك هي النتيجة التي كانت تامل بها بريطانيا". واعتبر هيغ "انه القرار السليم" لانه "يوجه رسالة بالغة القوة من اوروبا الى نظام الاسد". لكن هذا الامر لن يغير شيئا بالواقع بالنسبة لمقاتلي المعارضة الذين يواجهون هجوم الجيش السوري في مدينة القصير(وسط). من ناحيته، قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن ان الدول ال27 "تعهدت بالامتناع عن تصدير السلاح في هذه المرحلة وتطبيق عدد من المعايير القاسية لاحتمال تصدير السلاح في المستقبل". لكن هيغ اكد في المقابل ان بلاده لا تنوي ارسال اسلحة الى المعارضين "على الفور"، موضحا ان رفع الحظر "يتيح لنا امكان القيام بذلك في حال تدهور الوضع". ولن يتم ارسال اية قطعة سلاح قبل الاول من آب/ اغسطس التاريخ الذي حدده الوزراء "لإعادة درس" موقفهم. ويجب ان تؤدي هذه المهلة الى وضع حصيلة اولية عن مؤتمر "جنيف 2" المقرر عقده في حزيران/ يونيو بمبادرة من الولاياتالمتحدة وروسيا. ومهما كان القرار، فان دول اوروبية عدة مثل النمسا والسويد وبلجيكا وهولندا اعلنت انها لا تنوي تسليح المعارضة. وقال وزير خارجية النمسا مايكل سبينديليغر الذي كان صارما ضد موقف فرنسا وبريطانيا ان "ارسال اسلحة يتعارض مع مبادىء" الاتحاد الاوروبي الذي هو "مجموعة سلام". واتخذ هذا القرار بعد اجتماع استمر إثنتي عشرة ساعة واستغرق وقتا اطول بكثير مما كان مقررا بسبب "المشاورات الصعبة" بين الوزراء، وفق ديبلوماسيين. وابدت دول عدة بينها النمسا وجمهورية تشيكيا رفضها الشديد لرفع الحظر. واكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان تقديم السلاح "يهدف الى حماية المدنيين" ويخضع لعدد من الشروط، وخصوصا لجهة مراقبة الجهات التي سيسلم لها السلاح بهدف تجنب وصوله الى مجموعات متطرفة. وسيقوم الاتحاد الاوروبي "بتقييم موقفه قبل الاول من آب"، خصوصا في ضوء نتائج مؤتمر جنيف-2 الذي بادرت الولاياتالمتحدة وروسيا الى اقتراح تنظيمه. واوضحت اشتون انه تم تمديد بقية العقوبات بحق النظام السوري لاثني عشر شهرا، علما بانها تستهدف شخصيات وكيانات في النظام وتلحظ ايضا سلسلة تدابير تجارية ومالية.