أكد المطارنة الموارنة في اجتماعهم الشهري أمس، برئاسة البطريرك بشارة الراعي ومشاركة الكاردينال نصرالله صفير، أن «ما يحدث في طرابلس وصيدا والمشاركة المباشرة في صراعات الداخل السوري من أي جهة أتت، خروج صريح على الميثاق الوطني وإعلان بعبدا الموافق عليه من المكونات اللبنانية المعنية، ونيلاً واضحاً من سيادة الدولة اللبنانية وسياستها الرسمية»، مناشدين «الأطراف جميعاً وخصوصاً المسؤولين أن يلتزموا بمواطنيتهم اللبنانية ومسؤولياتهم الدستورية الممنوحة لهم». وجدد المطارنة في بيان اعلن بعد الاجتماع استنكارهم ل «خطف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم والأبوين ميشال كيال وإسحق محفوض في سورية». واعتبروا «خطف أي شخص آخر يشكل تعدياً فاضحاً على العيش معاً بسلام وعلى كرامة الإنسان وأبسط حقوقه». وأبدوا «قلقهم من تطور الصراع في سورية وما سيؤول إليه في المستقبل»، مجددين الدعوة إلى «وقف دوامة العنف والإجرام في هذا البلد وإيجاد الحلول السلمية للنزاع بالحوار والمفاوضات مطالبين الأسرة الدولية بالمساهمة في هذا المسعى». ورأوا «ضرورة التوصل إلى قانون للانتخاب في لبنان يكون على قياس الوطن، لا على قياس التكتلات والمصالح الفئوية، ويحترم التنوع القائم في المجتمع اللبناني، من خلال تأمين التمثيل الصحيح لكل مكوناته، وتحقيق العدالة والمساواة، وتطبيق الدستور اللبناني الذي يضمن المناصفة ويعزز العيش المشترك، ويقر إجراء الانتخابات في مواعيدها الدستورية». وطالبوا مجدداً ب «عدم إقرار أي تمديد للمجلس النيابي، أو تحديد أي موعد للانتخابات، قبل أن يعمل هذا المجلس على إقرار قانون جديد لها».وأكّدوا «ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة تتحمل مسؤولياتها الدستورية وتؤمن مصالح المواطنين وتسهر على أمنهم وسلامتهم في هذه الظروف المصيرية». ووجه الآباء نداء إلى «كل الأحزاب والتجمعات السياسية، لكي يكفوا عن حملات التجريح والتخوين، وهذه لغة لا تساهم إلا في إثارة الأحقاد الدفينة، وتستحضر ماضياً حمل المآسي والويلات، وأساء إلى دور لبنان ورسالته الحضارية». وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي زار الراعي في بكركي وبحث معه التطورات الأمنية والسياسية في المنطقة. ومساء أول من امس، التقى الراعي رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون وصرح الأخير بعد اللقاء بأن «الحل في موضوع الانتخابات هو عقد جلسة للمجلس النيابي يصوّت خلالها على كل القوانين المقدّمة، لأن الخيار حالياً بسبب تعطيل المجلس هو إما الستين أو التمديد أو الفراغ، أي خيار بين السيء والأسوأ والكارثة».