بحماسة وعزيمة ترجل أبو مشعل عن دراجته الهوائية ليحكي قصة تكوين مجموعة «دراجتي» التي تضم أكثر من 600 دراج موزعين في مناطق المملكة. قصة أول مجموعة شبابية منظمة تهدف إلى استيعاب طاقة الشباب واستثمار وقتهم في رياضة تكاد تكون في عداد النسيان. بدأت رحلة تكوين دراجتي بدراجة متواضعة يقودها عبدالله الوثلان (أبو مشعل) لا يتجاوز سعرها 380 ريالاً يجول بها أرصفة وشوارع الرياض. كسر أبو مشعل حاجز الخجل من نظرة المجتمع بابتسامة يهديها لهذا وذاك، من دون أن يتوقف من حين لآخر عن دعوة شخص ما لتجربة قيادة دراجته، لمن يرى فيه الحماسة لممارسة هذه الرياضة. انضم مشعل إلى والده بدراجة مقاس أصغر وبلباس الدراج الرسمي والخوذة الواقية. وشهد وادي حنيفة انطلاقة المجموعة في غرة عام 2012 بشكل رسمي بعدد لم يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ينالون التصفيق من العامة تارة وتلاحقهم علب الماء من المخربين تارة أخرى. بعد أن كبرت المجموعة وأضحت تضم أعضاء من مختلف مناطق المملكة، كونت المجموعة مجلساً لها يتكون من مدير وإداريين وماليين ورؤساء لفروع المجموعة في المدن الأخرى حتى تقاوم التيارات الاجتماعية التي تعصف بها، وتدغدغ مشاعر الباحثين عن الصحة واللياقة وتخسيس الوزن. وحتى تستطيع المجموعة أن تبني لها خططاً مستقبلية تضمن لها النجاح والاستمرارية للأجيال المقبلة رأى أعضاء الفريق أن تستظل مجموعتهم بمظلة تكون داعماً بشكل دائم لهم، وأول الخيارات التي تتبادر للذهن هي المظلة الرياضية «الإيجابية». بدأت المراسلات وكان أول خطاب وجه لجهة حكومية من نصيب الاتحاد السعودي للدراجات، ثم المرور ووزارة البلدية والقروية. وكانت أسرع استجابة من وزير المواصلات جبارة الصريصري الذي اعتذر بخطاب رسمي يشرح فيه أسباب الاعتذار، في حين اعتذرت الجهات الأخرى عن الرد، ومنهم من اكتفى بالصمت والتجاهل. وبعد الخطابات جاءت استجابة مركز الأمير سلمان للشباب لتكون هي بوابة العمل الجماعي، تلاها البريد الممتاز لتكونا الجهتين الرسميتين للدعم المادي والمعنوي اللامحدودين. أرقام وإحصاءات بروح مرحة ابتسم المهندس أبومازن الذي لامس عامه ال60 لعدسة الكاميرا عاقداً العزم أن يتخلى عن نصف ما يملك من وزنه بقيادة دراجته ضمن المجموعة. وعلى نقيضه يسعى سطام اليحيى 13 عاماً لزيادة قوة عضلاته عندما استأذن والده بالتسجيل كأصغر عضو في المجموعة ليمارس رياضة اختلفت في مضمونها عن أقرانه في السن نفسه الذين يفضلون لعب كرة القدم على ركوب الدراجة الهوائية كرياضة تمارس بشكل يومي. وتعكف مجموعة «دراجتي» على إبقاء هواة ركوب الدراجة الهوائية على اطلاع بتعليمات السلامة وأسعار وطريقة الاشتراك في المجموعة بتوزيع أكثر من 5000 منشورة طبعة على نفقة المجموعة، أسهمت في جذب الشباب نحو الرياضة كما احتوت على طرق السلامة والإشارات المرورية المستخدمة دولياً لتفادي الحوادث والوقوع في المخالفات المرورية. مقاومة الكسل والمرض بالدراجة خالد شاب يزن 170 كيلوغرماً، بسبب التهام كل ما تقع عينه عليه من دون مانع. بعد إصابته بداء السكري أُلزم باتباع حمية غذائية والمشي او الهرولة يوميا حتى شعر بالملل، على حد قوله. خطرت بباله فكرة تجربة الدراجة فكانت النتيجة أسرع وحافظ على مستوى السكر في الدم، أخذته الحماسة إلى أن يجعل معظم مشاويره اليومية بالدراجة، فبات يقطع نحو 30 كيلوغراماً. وأظهر آخر تحليل له أنه عوفي تماماً. في حين لا تؤيد مجموعة من الشباب على استخدام الدراجة في كل المشاوير والسبب حرارة الأجواء والطرق غير المؤهلة للسير وعدم وجود أنظمة مرورية واضحة تجبر سائقي السيارات على احترام هذه الرياضة فضلاً عن وجود وسائل الترفيه تحت سقف واحد، وهي الأندية المنتشرة في كل مكان. 600 سعرة في 40 دقيقة ذكرت اختصاصية التغذية رزان دقماق أن رياضة ركوب الدراجة تكلف الشخص سعرات حرارية أكثر من رياضة المشي بنسبة ضئيلة، ولكن هناك عوامل قد تزيد من صرف السعرات الحرارية أثناء ركوب الدراجة، ومن بينها وزن الشخص ومقدار سرعته، فكلما زادت سرعة الركوب أو زاد المجهود المصروف كلما زاد حرق السعرات الحرارية. وأوضحت أن رياضة الدراجات تساعد على صرف من 400 إلى 600 سعر حراري خلال 40 دقيقة، وهو ما يجعلها من أكثر أنواع الرياضات المجهدة التي قد يستفيد منها كل من يهدف إلى إنقاص وزنه أو التحكم فيه. وأشارت إلى أنه من الممكن للراغب في ممارسة رياضة ركوب الدراجات الاستعانة بمدرب خاص لتوجيهه بكيفية الركوب والتبديل بين السرعات والطريقة الأكثر مناسبة لبذل مجهود كبير من دون ضرر.