اختتمت أمس أعمال «المنتدى الاقتصادي العالمي» (منتدى دافوس) في منطقة البحر الميت بالأردن تحت عنوان «تهيئة الظروف للنمو والثبات الاقتصادي» بمشاركة 900 من كبار الشخصيات وصنّاع القرار من منظمات حكومية ومدنية مختلفة من 50 دولة. وناقش المشاركون على مدى يومين الأوضاع الاقتصادية والتنموية في العالم العربي في ضوء المستجدات والمتغيرات السياسية في المنطقة، مع التركيز على تنشيط النمو الاقتصادي وتأمين فرص عمل، خصوصاً للشباب. وأجمع المشاركون في إحدى جلسات المنتدى على ضرورة إعطاء فرصة أكبر للمرأة العربية للمشاركة في النشاطات الاقتصادية مؤكدين أن النصوص القانونية وحدها لا تكفي. وقالت وزيرة التنمية الاجتماعية الأردنية ريم أبو حسان «إن الدستور الأردني يضمن حق الجميع في العمل، مشيرة إلى أن نسبة مشاركة المرأة الأردنية في الحياة الاقتصادية تعد الأقل على مستوى العالم حيث تبلغ 14 في المئة». وأكدت سعي الحكومة الأردنية إلى زيادة مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، مشيرة إلى جملة من الإجراءات المتخذة لمساعدة المرأة في بيئة العمل. وقالت الأميرة أميرة الطويل، مؤسسة «شركة الوقت» لاكتشاف المواهب في السعودية، إن وضع المرأة تحسن كثيراً خلال العامين الماضيين في المملكة، إذ استطاعت الدخول إلى العديد من القطاعات، خصوصاً الصحية والتعليمية. وأضافت أن نحو 160 ألف سعودية حصلن على وظائف في هذه الفترة، مشيرة إلى أن نسبة البطالة بين النساء بلغت 85 في المئة نظراً إلى بحث 70 في المئة من السعوديات عن العمل في قطاع التعليم في شكل رئيس. ودعت إلى الاهتمام بتوجيه التعليم وفق حاجة السوق، مشيرة إلى أن الانفتاح الذي حصل في شكل كبير في العالم العربي سيساهم في دعم المرأة العربية في شكل عام. وشاركت قرينة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الملكة رانيا، في إدارة إحدى جلسات المنتدى المتعلقة بموضوع البطالة والتوظيف والبحث في سبل زيادة فرص العمل في المنطقة. وعلى هامش المنتدى قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن السلطة الفلسطينية ليست طرفاً في المبادرة التي أعدها القطاع الخاص الفلسطيني مع نظيره الإسرائيلي. وعلى هامش أعمال المنتدى، وزع تقرير الأجندة العالمية لعام 2013 والذي أكد أن التعليم وتوفير فرص العمل عنصران أساسيان لتحقيق طموحات الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ووفق التقرير، فان الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة يشكلون الجزء الأكبر من سكان العالم العربي ولديهم طموحات كبيرة في المستقبل، يتطلب تحقيقها مستوى تعليم عال. وقال محافظ البنك المركزي الأردني زياد فريز إن من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأردني بنحو 3.5 في المئة هذا العام نتيجة الودائع وزيادة الاستهلاك المحلي وبعض الارتفاع في نشاط البناء. وأكد لوكالة «رويترز» على هامش المنتدى، أن أحدث تقدير بالمقارنة مع نسبة نمو سجلت العام الماضي وبلغت 2.7 في المئة اعتمد على عوامل من بينها حجم تأثير تدفق كبير للاجئين السوريين على الاقتصاد الذي يعتمد على المساعدات والذي لن يتضح إلا بحلول نهاية العام. وعانى الاقتصاد الأردني الذي يستورد كل احتياجاته تقريباً من الطاقة والسلع من انتفاضات «الربيع العربي» في المنطقة. وتأثرت عائدات السياحة وتحويلات الأردنيين العاملين في الخارج وتدفقات الاستثمار. وأفاد صندوق النقد الدولي في وقت سابق من العام بأنه يتوقع أن ينمو الاقتصاد بنسبة تزيد على ثلاثة في المئة هذا العام في انعكاس لزيادة في الإنفاق الحكومي وانتعاش في الصادرات وزيادة في الاستهلاك المحلي. وقال فريز إن من المتوقع أيضاً أن يتراجع التضخم في شكل طفيف إلى نحو خمسة في المئة هذا العام في مقابل تقدير أعلى يبلغ ستة في المئة مع تراجع أسعار المواد الغذائية. وبلغ التضخم 4.5 في المئة العام الماضي. وتوقع «البنك العربي»، أكبر بنوك الأردن، أرباحاً في خانة العشرات للعام الحالي بفضل خفض المخصصات والنمو المطرد لصافي دخل التشغيل. وأشار المدير العام التنفيذي للبنك نعمة صباغ على هامش المنتدى، إلى أن صافي أرباح التشغيل ارتفع سبعة في المئة في الربع الأول وقال: «سيظهر التأثير الكلي لتحسن أداء البنك في النصف الثاني من العام». وشهد البنك الذي يبلغ حجم قوائمه المالية 45.6 بليون دولار في 30 دولة وخمس قارات، تباطؤاً في نمو الأرباح في السنوات الأخيرة إثر تخصيص احتياطات مالية لتغطية قروض متعثرة لشركات ترزح تحت وطأة التراجع الاقتصادي العالمي. وأعلنت الحكومة الأردنية، مساء أول من أمس، عن مشروع استثماري في مدينة العقبة الساحلية الجنوبية بقيمة 1.5 بليون دولار. وقال رئيس «سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة» كامل محادين في تصريح على هامش فعاليات المنتدى، إن «مشروعاً استثمارياً ضخماً سيقام في مدينة العقبة وهو عبارة عن مدينة ترفيهية متكاملة بقيمة 1.5 بليون دولار». وأوضح أن المشروع الذي ستنتهي المرحلة الأولى منه في عام 2017 وهو عبارة عن «مدينة ترفيهية متكاملة ومدرسة تعليمية ترفيهية لجميع الأعمار، ومدن بحرية وألعاب مائية». ولفت إلى أن المشروع يوفر أربعة آلاف وظيفة للأردنيين. وقال إن مجموعة أكاديميات ستتولى تدريب العمالة قبل تنفيذ المشروع.