تبنى تنظيم «القاعدة» قتله 9 عراقيين و 48 جندياً سورياً في الأنبار خلال إعادتهم إلى بلادهم، الأسبوع الماضي. وعزز الهجوم الذي أطلق عليه «القاعدة» اسم «غزوة عكاشات المباركة» المخاوف من التعاون بين التنظيم و «جبهة النصرة» عبر الحدود العراقية - السورية، إذ أكد التنظيم في بيان تداولته المواقع الجهادية أن «الإعداد لهذه الغزوة بدأ بعد العمليات المباركة التي قام بها إخواننا في الشام لتطهير الأرض من رجس النصيريين الأنجاس». وأضاف: «قام أسود الصحراء ورجال المهمات الصعبة بنشر الكمائن على الطريق (...) وكان منها كمين في منطقة مناجم عكاشات الذي صار بفضل الله مقبرة اختلطت فيها دماء الأنجاس من الرافضة والنصيريين». وأوضح أن العملية «بدأت بتفجير سلسلة عبوات ناسفة في العجلات المكلفة حماية الحافلات التي تقل عناصر جيش وشبيحة النظام السوري في مقدم ونهاية الرتل، وأعقبه هجوم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية». وتؤكد الحكومة العراقية أن تنظيم «القاعدة» الذي ينشط باسم «دولة العراق الإسلامية» ينسق ويتبادل المقاتلين والأسلحة مع شقه السوري الذي تمثله «جبهة النصرة». وقال قائد الشرطة الاتحادية في الموصل اللواء مهدي الغراوي إن «تبادل الأسلحة والمقاتلين لم يتوقف عبر الحدود، خصوصاً في الموصل، لكنه أضاف أن قدرة التنظيم على التنقل تراجعت بعد الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجانب العراقي». وكانت مواجهات قرب معبر ربيعة التابع لمحافظة الموصل المحاذية لسورية بين «الجيش السوري الحر وقوات نظامية سورية أدت إلى سيطرة الحر على معبر «اليعربية» السوري»، وقال الناطق باسم الجيش العراقي محمد العسكري حينها إنه أخلى قتيلين وستة جرحى لدواع إنسانية، وتبين بعد يومين أن عدد الجنود السوريين الذين لجأوا إلى العراق تجاوز ال70 عسكرياً قتل 48 منهم في هجوم «عكاشات» (غرب الأنبار) ونقل عدد من الجرحى إلى المستشفيات. وكان زعيم «صحوة العراق» الشيخ أحمد أبو ريشة اتهم تنظيم «القاعدة» بتنفيذ ذلك الهجوم، بعد أن أكدت وزارة الدفاع أن المهاجمين تسللوا عبر الحدود السورية. وبعد مرور أكثر من 70 يوماً على تظاهرات الأنبار والموصل يسود اعتقاد بأن الاضطرابات الأمنية والفوضى في سورية ستنتقل إلى هذه المحافظات ف «القاعدة» يسعى إلى إحداث فصل سياسي وجغرافي وإداري واجتماعي بين سنة العراق وشيعته، تمهيداً للانفتاح على الجانب السوري، يساعده في ذلك الغضب الذي يعبر عنه المتظاهرون حين يرفعون شعارات مذهبية تشبه شعارات التنظيم الذي طرد من المحافظات الغربية بجهود قوات «الصحوة». وطول 605 كيلومترات تنتشر على جانبيها مدن معروفة بتداخلها الاجتماعي والقبلي والعشائري والمذهبي.